الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شرب ) الشين والراء والباء أصل واحد منقاس مطرد ، وهو الشرب المعروف ، ثم يحمل عليه ما يقاربه مجازا وتشبيها . تقول : شربت الماء أشربه شربا ، وهو المصدر . والشرب الاسم . والشرب : القوم الذين يشربون . والشرب : الحظ من الماء . قال الشاعر في الشرب :


                                                          فقلت للشرب في درنا وقد ثملوا شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل

                                                          والشربة : ماء يجمع حول النخلة يكون منها شربها ، والجمع شرب . والمشربة : الموضع الذي يشرب منه الناس ، وفي الحديث : ملعون من أحاط على مشربة . والمشرب : الوجه الذي يشرب منه ، ويكون موضعا ويكون مصدرا . والشريب : الذي يشاربك . ويقال : أشربتني ما لم أشرب ، أي ادعيت علي شربه ، وهذا مثل ، وذلك إذا ادعى عليه ما لم يفعله . وماء شروب وشريب ، إذا صلح أن يشرب وفيه بعض الكراهة . والإشراب : لون قد أشرب من لون ، يقال : [ فيه ] شربة حمرة . ويقال : أشرب فلان حب فلان ، إذا خالط قلبه . قال [ ص: 268 ] الله جل ثناؤه : وأشربوا في قلوبهم العجل ، قال المفسرون : حب العجل . قال الشيباني : الشرب الفهم ، يقال : شرب يشرب شربا ، إذا فهم . ويقال : اسمع ثم اشرب . والشاربة : القوم يكونون على ضفة نهر ، ولهم ماؤه . وشارب الإنسان معروف ، ويجمع على شوارب . والشوارب أيضا : عروق محدقة بالحلقوم . وحمار صخب الشوارب من هذا ، إذا كان شديد النهيق . والشارب في السيف .

                                                          وأما اشرأب فليس ببعيد أن يكون من هذا القياس كأنه كالمتهيئ للشرب ، فيمد عنقه له . ثم يقاس على ذلك فيقال : اشرأب لينظر شرأبيبة . وإنما زيدت الهمزة فرقا بين المعنيين . وشربة : مكان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية