الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شل ) الشين واللام أصل واحد يدل على تباعد ، ثم يكون ذلك في المسافة ، وفي نسج الثوب وخياطته وما قارب ذلك . فالشل : الطرد ، يقال شلهم شلا ، إذا طردهم . ويقال أصبح القوم شلالا ، أي متفرقين .

                                                          قال الشاعر :


                                                          أما والذي حجت قريش قطينة شلالا ومولى كل باق وهالك



                                                          والشلل : الذي قد شل ، أي طرد . ومنه قوله :


                                                          لا يهمون بإدعاق الشلل



                                                          ويقال شللت الثوب أشله ، إذا خطته خياطة خفيفة متباعدة .

                                                          ومن الباب الشلل : فساد اليد ، يقال : لا تشلل ولا تكلل ، ورجل أشل وقد شل يشل . والشلل : لطخ يصيب الثوب فيبقى فيه أثر . والشلشلة : قطران الماء متقطعا . والشلة : النوى نوى الفراق . وهو من الباب ، وذلك حيث ينتوي القوم . قال أبو ذؤيب :


                                                          وقلت تجنبن سخط ابن عم     ومطلب شلة وهي الطروح



                                                          [ ص: 175 ] فأما الشليل فقال قوم : هو الحلس ، وهو لا يكون محقق النسج . وأما الجنن ففيها الشليل ، فقال قوم : هو ثوب يلبس تحت الدرع ولا يكون ضعيفا ، وقال آخرون : هي الدرع القصيرة ، وتجمع أشلة . قال أوس :


                                                          وجاءوا بها شهباء ذات أشلة     لها عارض فيه المنية تلمع



                                                          وأي ذلك كان فإنما هو تشبيه واستعارة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية