الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سفر ) السين والفاء والراء أصل واحد يدل على الانكشاف والجلاء . من ذلك السفر ، سمي بذلك لأن الناس ينكشفون عن أماكنهم . والسفر : المسافرون . قال ابن دريد : رجل سفر وقوم سفر . ومن الباب ، وهو الأصل : سفرت البيت كنسته . ومنه الحديث : لو أمرت بهذا البيت فسفر . ولذلك يسمى ما يسقط من ورق الشجر السفير . قال :


                                                          وحائل من سفير الحول جائله حول الجراثيم في ألوانه شهب



                                                          وإنما سمي سفيرا لأن الريح تسفره . وأما قولهم : سفر بين القوم سفارة ، إذا أصلح ، فهو من الباب ; لأنه أزال ما كان هناك من عداوة وخلاف . وسفرت المرأة عن وجهها ، إذا كشفته . وأسفر الصبح ، وذلك انكشاف الظلام ، ووجه مسفر ، إذا كان مشرقا سرورا . ويقال استفرت الإبل : تصرفت وذهبت في [ ص: 83 ] الأرض . ويقال للطعام الذي يتخذ للمسافر سفرة . وسميت الجلدة سفرة . ويقال بعير مسفر ، أي قوي على السفر . ومما شذ عن الباب السفار : حديدة تجعل في أنف الناقة . وهو قوله :


                                                          ما كان أجمالي وما القطار     وما السفار ، قبح السفار



                                                          وفيه قول آخر ; أنه خيط يشد طرفه على خطام البعير فيدار عليه ، ويجعل بفيه زماما ، والسفر : الكتابة . والسفرة : الكتبة ، وسمي بذلك لأن الكتابة تسفر عما يحتاج إليه من الشيء المكتوب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية