فالأول قولهم : شرت [ الدابة ] شورا ، إذا عرضتها . والمكان الذي يعرض فيه الدواب هو المشوار . يقولون : " إياك والخطب فإنها مشوار كثير العثار " . قال بعض أهل اللغة في قولهم شور به ، إذا أخجله : إنما هو من الشوار ، والشوار : فرج الرجل . ومن ذلك قولهم : أبدى الله شواره . قال : فكأن قوله شور به ، أراد أبدى شواره حتى خجل . قال : والشوار : متاع البيت أيضا . فإن كان صحيحا فلأنه من الذي يصان كما يصون الرجل ما عنده .
والباب الآخر : قولهم : شرت العسل أشوره . وقد أجاز ناس : أشرت العسل ، واحتجوا بقوله :
وسماع يأذن الشيخ له وحديث مثل ماذي مشار
[ ص: 227 ] [ وقال : إنما هو " ماذي مشار " ] على الإضافة . قال : والمشار : الخلية يشتار منها العسل . الأصمعي
قال بعض أهل اللغة : من هذا الباب شاورت فلانا في أمري . قال : وهو مشتق من شور العسل ، فكأن المستشير يأخذ الرأي من غيره .
قالوا : ومما اشتق من هذا قولهم في البعير : هو مستشير ، وهو البعير الذي يعرف الحائل من غير الحائل . وأنشد :
أفز عنها كل مستشير وكل بكر داعر مئشير
ويقال : بل هو السمين .