له مرتبة في العلم معروفة. ومرتبة أئمة الدين المتبوعين فوق طبقة والخطابي [ونحوه]. الخطابي
وهذه الطريقة التي سلكها في تقسيم الأحاديث إلى الأقسام الثلاثة، وما ذكر في الصفات الخبرية هي تشبه طريقة أبي [ ص: 239 ] محمد بن كلاب وهي طريقة طوائف كثيرة ممن يقول بالكلام والحديث، وغير ذلك، وهي طريقة نفسه، الأشعري في آخر أمره، وطريقة والبيهقي ابن عقيل في آخر [ ص: 240 ] أمره. وجمهور أئمة الحديث، وأئمة الفقهاء، وأئمة الصوفية، طريقهم أكمل من ذلك وأتبع للسنة، كما قد بين في مواضع.
وأما من الحاجة إلى تأويل بعض النصوص، الخطابي وكذلك يقول ما ذكره وأمثاله، فهؤلاء وإن قالوا بذلك القاضي أبو يعلى فالقاضي قد بين أن التأويل (يكون لدلالة نص آخر على خلاف ظاهر النص المؤول. قد ذكر أن التأويل يكون) لدلالة أو ضرورة، ومعنى الضرورة أن العلم بالضرورة نفي الظاهر. والخطابي
وقد ذكرنا في غير هذا الموضع أن العموم ونحوه من الظواهر، إذا علم بالحس أو الضرورة أنه انتفاء ظاهرها، ففي تسمية ذلك تخصيصا وصرفا نزاع بين الناس؛ لأن ذلك يجري مجرى القرائن المتصلة.
وهؤلاء بينهم نزاع في أصلين: المثبتون للصفات التي يسمونها الصفات الخبرية [ ص: 241 ] كاليد، والوجه،
أحدهما: فيما ثبت من ذلك هل هو ما جاء به القرآن؟ أو ما يوافقه من الأخبار (أو ما جاء به القرآن والأخبار المتواترة، أو ما جاءت به الأخبار الصحيحة أيضا) أو ما جاءت به الأخبار الحسان، أو ما جاءت به الآثار. ويعنون بإثباتها أنه ليس القول بها ممتنعا. على نزاع لهم في ذلك.
والأصل الثاني: هل إثبات معاني هذه النصوص على الوجه الذي ذكره وهو الذي يقوله الخطابي؟ ابن كلاب، وكثير من طوائف أتباع الأئمة، ويقوله والأشعري، وغيره، في كثير من الأحاديث أو أكثرها، أو على وجوه أخرى؟ لهم في ذلك -أيضا- نزاع، وليس هذا موضع تفصيل مقالاتهم ولكن نبهنا على أصله. القاضي أبو يعلى