ثم أخبر بل إنما وقع التفصيل إلى قيام [ ص: 470 ] القيامة، واستقرار الفريقين في الجنة والنار، وذكر ما فيهما من الثواب والعقاب، وقد أجمل من ذلك ما لا نعلمه على التفصيل كقوله تعالى: ببقاء الجنة والنار بقاء مطلقا، ولم يخبرنا بتفصيل ما سيكون بعد ذلك، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [السجدة: 17] وقوله صلى الله عليه وسلم: فكان الذي أخبرنا به مفصلا، ما لنا حاجة ومنفعة بمعرفته مفصلا، وما سوى ذلك فوقع الخبر به مجملا، إذ يمتنع أن نعلم كل ما كان وسيكون مفصلا، وهذا كما أنه أمرنا أن نؤمن بالملائكة والأنبياء والكتب عموما، وقد فصل لنا من أخبار الأنبياء، وأمر كتبهم وقصصهم، وأمر الملائكة ما فصله، والثاني أجمله كما قال: «يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك [غافر: 78] وقال تعالى: ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا [الفرقان: 35-39] وأمثال هذا.