وقال الإمام «أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي» في العقيدة المشهورة له، التي قال في أولها: «ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة، على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة... وأبي يوسف... رضي الله عنهم... نقول: في توحيد الله معتقدين... أن الله [ ص: 199 ] تعالى واحد لا شريك له، ولا شيء مثله... ما زال بصفاته قديما قبل خلقه... وأن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على نبيه وحيا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله على الحقيقة، ليس بمخلوق... فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر، فقد كفر... والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة، ولا كيفية... وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا... ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام ما حظر عنه علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه، عن خالص التوحيد... وصحيح الإيمان، ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه» إلى أن قال: ومحمد بن الحسن «والعرش والكرسي حق، كما بين في كتابه، وهو جل جلاله مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه».