وكذلك في كتابه الذي صنفه وسماه «تبيين كذب المفتري فيما ينسب إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري» قال بعد أن ذكر فصلا من محاسنه: «الحافظ أبو القاسم بن عساكر» كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد، مستصوب المذهب، عند أهل المعرفة بالعلم [ ص: 137 ] والانتقاد يوافقه فيما يذهب إليه أكابر العباد، ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والفساد، فلا بد أن نحكي عنه معتقده، على وجهه بالأمانة، ونجتنب أن نزيد فيه أو ننقص منه، تركا للخيانة، ليعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما ذكره في أول كتابه، الذي سماه «بالإبانة» «أبو الحسن» » وذكر «فإذا كان ابن عساكر الخطبة، وما ذكرناه حرفا بحرف، إلى باب الكلام في إثبات الرؤية، ثم قال عقب ذلك: «فتأملوا رحمكم الله هذا الاعتقاد ما أوضحه وأبينه، واعترفوا بفضل هذا الإمام العالم، الذي شرحه وبينه، انظروا سهولة لفظه، فما أفصحه وأحسنه، وتبينوا فضل أبي الحسن واعرفوا إنصافه، واسمعوا وصفه بالفضل واعترافه، لتعلموا أنهما كانا في الاعتقاد متفقين، وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين». «لأحمد»
قال: «ولم تزل الحنابلة ببغداد في قديم الدهر، على ممر [ ص: 138 ] الأوقات والأيام، تعتضد بالأشعرية حتى حدث الاختلاف في زمن «أبي نصر القشيري» ووزارة «النظام»، ووقع بينهم [ ص: 139 ] الانحراف من بعضهم عن بعض، لانحلال «النظام»، ولذلك كان يظهر هذا الكتاب، كل من يريد إظهار محاسن من أهل الإثبات، كما ذكر ذلك: «الأشعري» قال: «سمعت الشيخ «الحافظ أبو القاسم ابن عساكر» أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل البوشنجي الفقيه الزاهد يحكي عن بعض شيوخه; أن الإمام «أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني النيسابوري» قال: ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا وبيده [ ص: 140 ] كتاب «الإبانة» ويظهر الإعجاب به، ويقول: ما الذي ينكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه» قال «لأبي الحسن الأشعري» الحافظ أبو القاسم: فهذا قول الإمام أبي عثمان، وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان».