قلت: وفي إظهاره من جهة المشرق، ما لم يرد به الكتاب والسنة، بل يخالف ذلك مطلقا، من اجتناب ذلك [ ص: 17 ] واتقائه، حيث قد كما في الصحيحين عن تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم إخباره بأن الفتنة ورأس الكفر من المشرق، الذي هو مشرق مدينته كنجد وما يشرق عنها، عن الزهري سالم عن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: ابن عمر وفي رواية «قال -وهو مستقبل [ ص: 18 ] المشرق-: «ألا إن الفتنة من ههنا -يشير إلى المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان» وذكر في رواية إن الفتنة ههنا ثلاثا» لمسلم: قال: «رأس الكفر من ههنا ومن [ ص: 19 ] حيث يطلع قرن الشيطان» عائشة، وأخرجاه من حديث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت نافع عن ابن عمر، ورواه البخاري من [ ص: 20 ] حديث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: «ألا إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان» عبد الله بن عون، عن نافع، عن ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابن عمر، وفي الصحيحين من حديث «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا. قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا. فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان». عن الأعمش، أبي صالح، ذكر عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة وفي رواية: «أتاكم أهل اليمن، [ ص: 21 ] هم ألين قلوبا، وأرق أفئدة، والإيمان يماني، والحكمة يمانية، ورأس الكفر قبل المشرق» «والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم».
ورواه من حديث البخاري أبي الغيث، عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبي هريرة، [ ص: 22 ] ورواه «الإيمان يماني، والفتنة ههنا، ههنا حيث يطلع قرن الشيطان». من حديث مسلم إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبي هريرة ورواه [ ص: 23 ] «الإيمان يمان، والكفر قبل المشرق، والسكينة في أهل الغنم، والفخر والرياء في الفدادين; أهل الخيل والوبر». أيضا من حديث مسلم عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبي هريرة اليمن، أرق أفئدة، وأضعف قلوبا، الإيمان يمان، الحكمة يمانية، السكينة في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، قبل مطلع الشمس». ولا ريب أنه من هؤلاء ظهرت الردة وغيرها من الكفر، من جهة «جاء أهل «مسيلمة الكذاب» وأتباعه، و«طليحة الأسدي» [ ص: 24 ] وأتباعه، و«سجاح» وأتباعها، حتى قاتلهم ومن معه من المؤمنين، حتى قتل من قتل، وعاد إلى الإسلام من عاد مؤمنا أو منافقا. [ ص: 25 ] «أبو بكر الصديق»