الوجه الثالث والعشرون: أن الله تعالى قال: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي [الفجر: 27-30] فأمرها بالرجوع إلى ربها الله، وفي ذلك إثبات حركتها، وإثبات الانتهاء إلى الله، وكلاهما [ ص: 570 ] خلاف ما يزعمه هؤلاء [فيها].
وكذلك قوله: فادخلي في عبادي وادخلي جنتي [الفجر: 29-30] أمرها بالدخول [في عباده] ودخول الجنة، وهذا يناقض كما يزعمون ذلك في الباري تعالى. قولهم إن النفس لا داخلة العالم ولا خارجه، ولا تكون في مكان،
وقال تعالى: الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى [الزمر: 42]. فأخبر أنه يتوفاها، وهو قبضها، وأخذها، واستيفاؤها، وأخبر أن ذلك التوفي يكون حال الموت، ويكون في المنام، وأن المتوفاة في المنام منها ما يمسك، وهي التي يقضى عليها بالموت في المنام، ومنها ما يرسل، فالإمساك لها والإرسال لها، وتوفيها، كل ذلك يتضمن نقيض ما يذكرونه من عدم اتصافها بجنس هذه الصفات.