الوجه الثامن والعشرون: أن أن لله سبعين حجابا من نور، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل ما أدركه بصره، ثم إنه فسره بذلك التفسير العجيب الذي لم يدل عليه اللفظ لا حقيقة ولا مجازا، هو من جنس ما فعله في كتابه الكبير الذي سماه المطالب العالية، وجمع فيه من مباحث الفلاسفة والمتكلمين، وذكر فيه كتابا مفردا في تفسير المعراج، فرواه بسياق لا يعرف في شيء من كتب الحديث، وفسره بتفسير الصابئين [ ص: 137 ] والمنجمين، وهذه الأمور تلقاها من زنادقة الفلاسفة الجهال بالمعقول والمنقول، وهي عندهم من أسرار الحقائق كما يدعي ذلك القرامطة ونحوهم من الداخلين في هؤلاء، وذلك أن [ ص: 138 ] هذا الحديث فيه أن لله عز وجل سبعين حجابا من نور، [ ص: 139 ] وكون الفاعل أكمل من المفعول -والأعلى أكمل من الأدنى- ليس في ذلك ما يدل عليه لفظ ما ذكره من الخبر الثاني الذي قال: إنه مروي في الكتب المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعين حجابا من نور».