الوجه السادس والثلاثون: أنه قد تقدم من حديث عدي بن حاتم "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له".
وهذا يقتضي أنه يمكن أن يكون له حجاب يحجبه، كما يمكن أن يكون له ترجمان يترجم له. الرد وقد صرح القرآن بأن التكليم يكون من وراء حجاب، وعلى رأي المؤسس وذويه: لا يمكن أن يكون بينه وبين عباده حاجب ولا ترجمان، إذ [ ص: 147 ] تكليمه هو خلق لإدراك المعنى القائم بنفسه، وهذا لا يتصور أن يكون فيه ترجمان، ورؤيته هي خلق الرؤية في العين، وذلك لا يتصور أن يكون له حجاب. قوله:
وأيضا فنفيه للحاجب والترجمان في تكليمه ذلك اليوم دليل على أن الأمر في الدنيا ليس كذلك، وعند المؤسس لا فرق بين الدنيا والآخرة، بل إذا فهم أحدهم المعنى القائم بذاته يعد كلمه، ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان.