الجواب الثاني: وبسطه هنا. أن السلف قد تكلموا في معانيها، وكلامهم في ذلك كثير مشهور عن ابن عباس وغيره،
فتارة يقولون: كل حرف يدل على اسم من أسماء الله تعالى. [ ص: 323 ]
وتارة يجعلون كل حرف من لفظ، والمجموع جملة، كما روى أبو الضحى عن ابن عباس الم إني أنا الله أعلم.
وتارة يجعلون اسم الله من عدة حروف، كقول من قال: الر و حم و ن هو اسم الرحمن.
ومنهم من قال: تدل على أسمائه وصفاته مثل آلائه ونعمائه.
ومنهم من قال: هي أسماء القرآن. [ ص: 324 ]
ومنهم من قال: فواتح يفتتح بها القرآن.
ومنهم من يجعلها تدل على ذلك كله، كما رواه عن الربيع بن أنس في قوله تعالى: أبي العالية الم قال: هذه الحروف الثلاثة من التسعة والعشرين، أحرف دارت فيها الألسن كلها، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه، وليس منها حرف إلا وهو في مدة قوم وآجالهم.
وقال عيسى ابن مريم وعجب فقال: "وأعجب أنهم ينطقون بأسمائه، ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون به، فالألف مفتاح اسم الله، واللام مفتاح اسمه لطيف، والميم مفتاح اسمه مجيد، والألف آلاء الله، واللام لطف الله، والميم مجد الله، فالألف ستة، واللام ثلاثون، والميم أربعون". [ ص: 325 ]
وعن في قوله تعالى: مقاتل بن حيان وأخر متشابهات قال: يعني فيما بلغنا الم و المص و المر و الر فهؤلاء الأربع المتشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ يعني: حيي بن أخطب وأصحابه من اليهود، يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله قال: ابتغاء ما يكون، وكم يكون، قال: وما يعلم تأويله كم يكون إلا الله .