وقال أيضا الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=14274أبو سعيد عثمان بن سعيد في كتابه المعروف الذي سماه (نقض
nindex.php?page=showalam&ids=14274عثمان بن سعيد على
nindex.php?page=showalam&ids=15211المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد)، قال:
باب
nindex.php?page=treesubj&link=29639_28730الحد والعرش
وادعى المعارض أنه ليس لله حد ولا غاية
[ ص: 687 ] ولا نهاية.
قال: وهذا هو الأصل الذي بنى عليه جهم جميع ضلالاته، واشتق منه أغلوطاته، وهي كلمة لم يبلغنا أنه سبق جهما إليها أحد من العالمين.
فقال له قائل ممن يحاوره: قد علمت مرادك منها أيها الأعجمي، تعني أن الله لا شيء؛ لأن الخلق كلهم علموا أنه ليس شيء يقع عليه اسم الشيء إلا وله حد وغاية وصفة، وأن لا شيء ليس له حد ولا غاية ولا صفة؛ فالشيء أبدا موصوف لا محالة ولا شيء يوصف بلا حد ولا غاية، وقولك: لا حد له؛ يعني أنه لا شيء.
قال
أبو سعيد: والله تعالى له حد لا يعلمه غيره، ولا يجوز لأحد
[ ص: 688 ] أن يتوهم لحده غاية في نفسه، ولكن نؤمن بالحد ونكل علم ذلك إلى الله، ولمكانه أيضا حد وهو على عرشه فوق سمواته؛ فهذان حدان اثنان.
قال: وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك: بم نعرف ربنا؟ قال: بأنه على العرش بائن من خلقه، قيل: بحد؟ قال: بحد. حدثناه
الحسن بن الصباح البزار عن
علي بن الحسن بن شقيق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك. [ ص: 689 ] قال: فمن ادعى أنه ليس لله حد فقد رد القرآن وادعى أنه لا شيء؛ لأن الله تعالى وصف حد مكانه في مواضع كثيرة من كتابه؛ فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى [طه 5]
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء [الملك 16]
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يخافون ربهم من فوقهم [النحل 50]
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إني متوفيك ورافعك إلي [آل عمران 55]
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب [فاطر 10]. فهذا كله وما أشبهه شواهد ودلائل على الحد، ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله وجحد آيات الله.
nindex.php?page=hadith&LINKID=676024وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى فوق عرشه فوق سمواته. nindex.php?page=hadith&LINKID=103395وقال للأمة السوداء: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: أعتقها فإنها مؤمنة. فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها مؤمنة.
[ ص: 690 ] دليل على أنها لو لم تؤمن أن الله في السماء لم تكن مؤمنة، وأنه لا يجوز في الرقبة المؤمنة إلا من يحد الله أنه في السماء، كما قال الله ورسوله.
وَقَالَ أَيْضًا الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14274أَبُو سَعِيدٍ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ فِي كِتَابِهِ الْمَعْرُوفِ الَّذِي سَمَّاهُ (نَقْضُ
nindex.php?page=showalam&ids=14274عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15211الْمَرِيسِيِّ الْجَهْمِيِّ الْعَنِيدِ فِيمَا افْتَرَى عَلَى اللَّهِ فِي التَّوْحِيدِ)، قَالَ:
بَابُ
nindex.php?page=treesubj&link=29639_28730الْحَدِّ وَالْعَرْشِ
وَادَّعَى الْمُعَارِضُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ حَدٌّ وَلَا غَايَةٌ
[ ص: 687 ] وَلَا نِهَايَةٌ.
قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي بَنَى عَلَيْهِ جَهْمٌ جَمِيعَ ضَلَالَاتِهِ، وَاشْتَقَّ مِنْهُ أُغْلُوطَاتِهِ، وَهِيَ كَلِمَةٌ لَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ سَبَقَ جَهْمًا إِلَيْهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ.
فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِمَّنْ يُحَاوِرُهُ: قَدْ عَلِمْتُ مُرَادَكَ مِنْهَا أَيُّهَا الْأَعْجَمِيُّ، تَعْنِي أَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ؛ لِأَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الشَّيْءِ إِلَّا وَلَهُ حَدٌّ وَغَايَةٌ وَصِفَةٌ، وَأَنْ لَا شَيْءَ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ وَلَا غَايَةٌ وَلَا صِفَةٌ؛ فَالشَّيْءُ أَبَدًا مَوْصُوفٌ لَا مَحَالَةَ وَلَا شَيْءَ يُوصَفُ بِلَا حَدٍّ وَلَا غَايَةٍ، وَقَوْلُكَ: لَا حَدَّ لَهُ؛ يَعْنِي أَنَّهُ لَا شَيْءَ.
قَالَ
أَبُو سَعِيدٍ: وَاللَّهُ تَعَالَى لَهُ حَدٌّ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ، وَلَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ
[ ص: 688 ] أَنْ يَتَوَهَّمَ لِحَدِّهِ غَايَةً فِي نَفْسِهِ، وَلَكِنْ نُؤْمِنُ بِالْحَدِّ وَنَكِلُ عِلْمَ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ، وَلِمَكَانِهِ أَيْضًا حَدٌّ وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ؛ فَهَذَانَ حَدَّانِ اثْنَانِ.
قَالَ: وَسُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ: بِمَ نَعْرِفُ رَبَّنَا؟ قَالَ: بِأَنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، قِيلَ: بِحَدٍّ؟ قَالَ: بِحَدٍّ. حَدَّثْنَاهُ
الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ الْبَزَّارُ عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنِ الْمُبَارَكِ. [ ص: 689 ] قَالَ: فَمَنِ ادَّعَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ حَدٌّ فَقَدْ رَدَّ الْقُرْآنَ وَادَّعَى أَنَّهُ لَا شَيْءَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَصَفَ حَدَّ مَكَانِهِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ؛ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طَهَ 5]
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الْمُلْكُ 16]
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ [النَّحْلُ 50]
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [آلُ عِمْرَانَ 55]
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فَاطِرٌ 10]. فَهَذَا كُلُّهُ وَمَا أَشْبَهَهُ شَوَاهِدُ وَدَلَائِلُ عَلَى الْحَدِّ، وَمَنْ لَمْ يَعْتَرِفْ بِهِ فَقَدْ كَفَرَ بِتَنْزِيلِ اللَّهِ وَجَحَدَ آيَاتِ اللَّهِ.
nindex.php?page=hadith&LINKID=676024وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَوْقَ عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ. nindex.php?page=hadith&LINKID=103395وَقَالَ لِلْأَمَةِ السَّوْدَاءِ: أَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ. فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ.
[ ص: 690 ] دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا لَوْ لَمْ تُؤْمِنْ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ لَمْ تَكُنْ مُؤْمِنَةً، وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ فِي الرَّقَبَةِ الْمُؤْمِنَةِ إِلَّا مَنْ يَحُدُّ اللَّهَ أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.