وهذه الحجة هي مثل " الحجة الرابعة " التي ذكرها في ( تأسيسه )، لكن فيها حشوا وزيادة مستغنى عنها لا حاجة إليها، وهؤلاء القوم من أعظم الناس إتيانا بحشو القول الكثير الذي تقل فائدته أو تعلم مضرته، كما يروى فيهم عن أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: " أنا ضمين وذمتي
[ ص: 207 ] رهينة: لا يهيج على التقوى زرع قوم، ولا يظمأ على الهدى سنخ أصل، وإن أبغض الناس إلى الله تعالى رجل قمش علما حتى إذا ارتوى من ماء آجن وامتلأ من غير طائل سماه أشباهه من الناس عالما، فإن نزلت به إحدى الشبهات هيأ له حشو الرأي من قيله، فلا هو سكت عما
[ ص: 208 ] لا يعلم فيسلم، ولا تكلم بما يعلم فيغنم، تصرخ منه الدماء، وتبكي منه الفروج الحرام". ومن أحق الناس بهذا هؤلاء المتكلمون في أصول الدين بغير كتاب الله وسنة رسوله، ويوقعون بين الأمة العداوة والبغضاء بما لا أصل له، حتى قد يكفرون من خالفهم، ويبيحون قتلهم وقتالهم، كما يفعل أهل الأهواء من
الخوارج [ ص: 209 ] والرافضة والجهمية والمعتزلة، كما فعله هذا المؤسس في كتابه هذا وأمثاله، حيث كفر الذين خالفوه وهم أحق بالإيمان بالله ورسوله منه بدرجات لا تحصى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولهذا كان التكفير لمن يخالفهم من أهل السنة والجماعة من شعار المارقين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما استفاض عنه من الأحاديث الصحيحة في صفة
الخوارج: nindex.php?page=hadith&LINKID=653341 " يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية" وفي رواية:
nindex.php?page=hadith&LINKID=670293 " يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل [ ص: 210 ] الأوثان".
وهؤلاء الذين يدعون الإيمان لأنفسهم دون أهل السنة والجماعة من المسلمين
كالخوارج والروافض والجهمية والمعتزلة لهم نصيب من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=111وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=112بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون [البقرة: 111-112] وبعضهم مع بعض كما قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=113وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون [البقرة: 113] فهم كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد مختلفون في الكتاب مخالفون
[ ص: 211 ] للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه، فإنه ذم الذين خالفوا الأنبياء والذين اختلفوا على الأنبياء، فآمن كل منهم ببعض وكفر ببعض، قال في الأولين:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد [البقرة: 253] وقال في الثاني: قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=176ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد [البقرة: 176] وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=105ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم [آل عمران: 105] وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله [الأنعام: 159] وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=118ولا يزالون مختلفين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم [هود: 118-119].
nindex.php?page=treesubj&link=28836وهؤلاء الجهمية معروفون بمفارقة السنة والجماعة وتكفير من خالفهم واستحلال دمه، كما نعت النبي صلى الله عليه وسلم
الخوارج، لكن قولهم في الله أقبح من قول
الخوارج، وإن كان
للخوارج من المباينة للجماعة والمقاتلة لهم ما ليس لهم، مع أن أهل المقالات ذكروا أن
nindex.php?page=treesubj&link=28834_28836_28832_28712قول الخوارج في الصفات هو قول الجهمية والمعتزلة، هذا ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13711الأشعري وغيره من
المعتزلة، وهذا
[ ص: 212 ] -والله أعلم- يكون قول من تأخر من
الخوارج إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=28836حدث التجهم في أول المائة الثانية، وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28832الخوارج الذين كانوا في زمن الصحابة وكبار التابعين فأولئك لم يكن قد ظهر في زمنهم التجهم أصلا ولا عرف في الأمة إذ ذاك من كان ينكر الصفات، أو ينكر أن يكون على العرش، أو يقول: إن القرآن مخلوق، أو ينكر رؤية الله تعالى، ونحو ذلك مما ابتدعته
الجهمية من هذه الأمة.
وَهَذِهِ الْحُجَّةُ هِيَ مِثْلُ " الْحُجَّةِ الرَّابِعَةِ " الَّتِي ذَكَرَهَا فِي ( تَأْسِيسِهِ )، لَكِنَّ فِيهَا حَشْوًا وَزِيَادَةً مُسْتَغْنًى عَنْهَا لَا حَاجَةَ إِلَيْهَا، وَهَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ إِتْيَانًا بِحَشْوِ الْقَوْلِ الْكَثِيرِ الَّذِي تَقِلُّ فَائِدَتُهُ أَوْ تُعْلَمُ مَضَرَّتُهُ، كَمَا يُرْوَى فِيهِمْ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: " أَنَا ضَمِينٌ وَذِمَّتِي
[ ص: 207 ] رَهِينَةٌ: لَا يَهِيجُ عَلَى التَّقْوَى زَرْعُ قَوْمٍ، وَلَا يَظْمَأُ عَلَى الْهُدَى سِنْخُ أَصْلٍ، وَإِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى رَجُلٌ قَمَشَ عِلْمًا حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ وَامْتَلَأَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ سَمَّاهُ أَشْبَاهُهُ مِنَ النَّاسِ عَالِمًا، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الشُّبُهَاتِ هَيَّأَ لَهُ حَشْوَ الرَّأْيِ مِنْ قِيلِهِ، فَلَا هُوَ سَكَتَ عَمَّا
[ ص: 208 ] لَا يَعْلَمُ فَيَسْلَمُ، وَلَا تَكَلَّمَ بِمَا يَعْلَمُ فَيَغْنَمُ، تَصْرُخُ مِنْهُ الدِّمَاءُ، وَتَبْكِي مِنْهُ الْفُرُوجُ الْحَرَامُ". وَمِنْ أَحَقِّ النَّاسِ بِهَذَا هَؤُلَاءِ الْمُتَكَلِّمُونَ فِي أُصُولِ الدِّينِ بِغَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَيُوقِعُونَ بَيْنَ الْأُمَّةِ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ بِمَا لَا أَصْلَ لَهُ، حَتَّى قَدْ يُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ، وَيُبِيحُونَ قَتْلَهُمْ وَقِتَالَهُمْ، كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ الْأَهْوَاءِ مِنَ
الْخَوَارِجِ [ ص: 209 ] وَالرَّافِضَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ، كَمَا فَعَلَهُ هَذَا الْمُؤَسِّسُ فِي كِتَابِهِ هَذَا وَأَمْثَالِهِ، حَيْثُ كَفَّرَ الَّذِينَ خَالَفُوهُ وَهُمْ أَحَقُّ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْهُ بِدَرَجَاتٍ لَا تُحْصَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
وَلِهَذَا كَانَ التَّكْفِيرُ لِمَنْ يُخَالِفُهُمْ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنْ شِعَارِ الْمَارِقِينَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا اسْتَفَاضَ عَنْهُ مِنَ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ فِي صِفَةِ
الْخَوَارِجِ: nindex.php?page=hadith&LINKID=653341 " يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ" وَفِي رِوَايَةٍ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=670293 " يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِيمَانِ وَيَدْعُونَ أَهْلَ [ ص: 210 ] الْأَوْثَانِ".
وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَدَّعُونَ الْإِيمَانَ لِأَنْفُسِهِمْ دُونَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
كَالْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=111وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=112بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الْبَقَرَةِ: 111-112] وَبَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=113وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [الْبَقَرَةِ: 113] فَهُمْ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامَ أَحْمَدُ مُخْتَلِفُونَ فِي الْكِتَابِ مُخَالِفُونَ
[ ص: 211 ] لِلْكِتَابِ، مُجْمِعُونَ عَلَى مُفَارَقَةِ الْكِتَابِ، قَدْ جَمَعُوا وَصْفَيِ الِاخْتِلَافِ الَّذِي ذَمَّهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، فَإِنَّهُ ذَمَّ الَّذِينَ خَالَفُوا الْأَنْبِيَاءَ وَالَّذِينَ اخْتَلَفُوا عَلَى الْأَنْبِيَاءِ، فَآمَنَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِبَعْضٍ وَكَفَرَ بِبَعْضٍ، قَالَ فِي الْأَوَّلِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=253جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنِ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [الْبَقَرَةِ: 253] وَقَالَ فِي الثَّانِي: قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=176ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ [الْبَقَرَةِ: 176] وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=105وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آلِ عِمْرَانَ: 105] وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ [الْأَنْعَامِ: 159] وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=118وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=119إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ [هُودٍ: 118-119].
nindex.php?page=treesubj&link=28836وَهَؤُلَاءِ الْجَهْمِيَّةُ مَعْرُوفُونَ بِمُفَارَقَةِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَتَكْفِيرِ مَنْ خَالَفَهُمْ وَاسْتِحْلَالِ دَمِهِ، كَمَا نَعَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْخَوَارِجَ، لَكِنَّ قَوْلَهُمْ فِي اللَّهِ أَقْبَحُ مِنْ قَوْلِ
الْخَوَارِجِ، وَإِنْ كَانَ
لِلْخَوَارِجِ مِنَ الْمُبَايَنَةِ لِلْجَمَاعَةِ وَالْمُقَاتَلَةِ لَهُمْ مَا لَيْسَ لَهُمْ، مَعَ أَنَّ أَهْلَ الْمَقَالَاتِ ذَكَرُوا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28834_28836_28832_28712قَوْلَ الْخَوَارِجِ فِي الصِّفَاتِ هُوَ قَوْلُ الْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ، هَذَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13711الْأَشْعَرِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ
الْمُعْتَزِلَةِ، وَهَذَا
[ ص: 212 ] -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- يَكُونُ قَوْلَ مَنْ تَأَخَّرَ مِنَ
الْخَوَارِجِ إِلَى أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28836حَدَثَ التَّجَهُّمُ فِي أَوَّلِ الْمِائَةِ الثَّانِيَةِ، وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28832الْخَوَارِجُ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ فَأُولَئِكَ لَمْ يَكُنْ قَدْ ظَهَرَ فِي زَمَنِهِمُ التَّجَهُّمُ أَصْلًا وَلَا عُرِفَ فِي الْأُمَّةِ إِذْ ذَاكَ مَنْ كَانَ يُنْكِرُ الصِّفَاتِ، أَوْ يَنْكِرُ أَنْ يَكُونَ عَلَى الْعَرْشِ، أَوْ يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، أَوْ يُنْكِرُ رُؤْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا ابْتَدَعَتْهُ
الْجَهْمِيَّةُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.