nindex.php?page=treesubj&link=28725وإذا ثبت أن الإدراك لا يفيد إلا رؤية مخصوصة لم يلزم من نفي الإدراك نفي مطلق الرؤية، لأنه لا يلزم من نفي الأخص نفي الأعم.
وأما قوله: العرب لا تفرق بين الرؤية وبين الإدراك.
[ ص: 425 ] قلنا: إن ادعيتم ذلك في مطلق الرؤية فهو ممنوع، ودليله ما مضى. وإن ادعيتم ذلك في رؤية مخصوصة فهو مسلم، ولا يضرنا قوله: أهل اللسان فهموا من هذه الآية نفي الرؤية، فدل على أن إدراك البصر هو الرؤية. قلنا: وقد نقل أيضا أن كثيرا من السلف فهموا الرؤية من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وجوه يومئذ ناضرة nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إلى ربها ناظرة [القيامة: 22-23] مع أن النظر عندكم ليس هو الرؤية، وكذلك هاهنا".
nindex.php?page=treesubj&link=28725وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ الْإِدْرَاكَ لَا يُفِيدُ إِلَّا رُؤْيَةً مَخْصُوصَةً لَمْ يَلْزَمْ مِنْ نَفْيِ الْإِدْرَاكِ نَفْيُ مُطْلَقِ الرُّؤْيَةِ، لِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ نَفْيِ الْأَخَصِّ نَفْيُ الْأَعَمِّ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: الْعَرَبُ لَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الرُّؤْيَةِ وَبَيْنَ الْإِدْرَاكِ.
[ ص: 425 ] قُلْنَا: إِنِ ادَّعَيْتُمْ ذَلِكَ فِي مُطْلَقِ الرُّؤْيَةِ فَهُوَ مَمْنُوعٌ، وَدَلِيلُهُ مَا مَضَى. وَإِنِ ادَّعَيْتُمْ ذَلِكَ فِي رُؤْيَةٍ مَخْصُوصَةٍ فَهُوَ مُسْلِمٌ، وَلَا يَضُرُّنَا قَوْلُهُ: أَهْلُ اللِّسَانِ فَهِمُوا مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ نَفْيَ الرُّؤْيَةِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ إِدْرَاكَ الْبَصَرِ هُوَ الرُّؤْيَةُ. قُلْنَا: وَقَدْ نُقِلَ أَيْضًا أَنَّ كَثِيرًا مِنَ السَّلَفِ فَهِمُوا الرُّؤْيَةَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [الْقِيَامَةِ: 22-23] مَعَ أَنَّ النَّظَرَ عِنْدَكُمْ لَيْسَ هُوَ الرُّؤْيَةَ، وَكَذَلِكَ هَاهُنَا".