[ ص: 533 ] وقد بسطنا الكلام على هذا في مواضع في غير هذا الكتاب، وبينا تعلق العبادة بالإلهية، فإن الإله هو المعبود، وتعلق الاستعانة بربوبيته، فإن رب العباد الذي يربيهم، وذلك يتضمن أنه الخالق لكل ما فيهم ومنهم. والإلهية هي العلة الغائية، والربوبية هي العلة الفاعلية. والغائية هي المقصودة وهي علة فاعلية للعلة الفاعلية. ولهذا قدم قوله: إياك نعبد على قوله: وإياك نستعين يتضمن توحيد الربوبية، فإنه من لم يعبد إلا الله يندرج في ذلك أنه لم يقر بربوبية غيره بخلاف وتوحيد الإلهية في توحيد الإلهية كما قال تعالى: توحيد الربوبية فإنه قد أقر به عامة المشركين وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [يوسف: 106] ذكر [ ص: 534 ] في صحيحه عن البخاري عكرمة وغيره: " تسألهم من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، وهم مع هذا يعبدون غيره".