الوجه الثامن والعشرون: لقال لك من سألته: هذا شيء لم يخطر بقلبي، ولكان نفرته عن هذا وإنكاره على من يقول هذا أو يعتقده أعظم من نفرته عمن يجعل الملائكة من جنس الذباب والعصافير. وبالجملة فبنو آدم يعلمون من [ ص: 611 ] أنفسهم أنهم لم يكن دفعهم لهذا الاعتقاد المتضمن تمثيل الله بالبشر، وأنه من جنسهم، فدعوى ذلك عليهم افتراء عليهم. أنك لو سألت من سألته من الداعين لربهم: هل اعتقدت بقلبك أن الله من جنس ما شاهدته في الآدميين الذين هم أحياء قادرون عالمون؟