وقال عمرو بن عثمان المكي رفيق الجنيد في كتاب [ ص: 60 ] آداب المريدين والتعرف لأحوال العباد، في باب ما يجيء به الشيطان للتائبين من الوسوسة: "وأما الوجه الثالث الذي يأتي به للتائبين إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله، فإنه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أصول التوحيد"، وذكر كلاما طويلا إلى أن قال: "فهذا فهلكوا إن قبلوا وتتضعضع أركانهم إن لم يلجؤوا بذلك إلى العلم وتحقيق المعرفة لله عز وجل، من حيث أخبر عن نفسه، ووصف به نفسه وما وصفه به رسوله" إلى أن قال: "فهو تعالى القائل: أنا الله لا الشجرة، الجائي بعد أن لم يكن جائيا لا أمره، المستوي على عرشه بعظمته وجلاله دون كل مكان، الذي كلم من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك، أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه، أو بالجحد لها والتعطيل، وأن يدخل عليه مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم، موسى تكليما، وأراه من آياته عظيما، فسمع موسى كلام الله، الوارث لخلقه، السميع لأصواتهم، الناظر بعينه إلى أجسامهم، يداه مبسوطتان وهما غير نعمته وقدرته، خلق آدم بيده" وذكر - أشياء أخر.