وقال في الإبانة الكبرى: أبو عبد الله ابن بطة "أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه".
[ ص: 63 ] وقال الحافظ في الاعتقاد الذي جمعه: أبو نعيم الأصبهاني ثم أحدث الأشياء من غير شيء، وأن القرآن كلام الله، وكذلك سائر كتبه المنزلة، كلامه غير مخلوق، وأن القرآن من جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة، وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق، وأن الواقفة واللفظية من "طريقتنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما اعتقدوه أن الله سبحانه لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة، لا يزول ولا يحول، لم يزل عالما بعلم، بصيرا ببصر، سميعا بسمع، متكلما بكلام،الجهمية. وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه [ ص: 64 ] يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية، وأن الجهمي عندهم كافر". إلى أن قال: "وأن الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش واستواء الله عليه، يقولون بها، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه، والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم، ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه". وذكر سائر اعتقاد السلف وإجماعهم على ذلك.