الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو ) ( قال ) : له عندي أو علي ( كذا درهما ) بنصبه تمييزا لإبهام كذا ( أو رفع الدرهم ) على أنه بدل أو عطف بيان كما قاله الإسنوي أو خبر مبتدأ محذوف كما قاله غيره ; ودعوى السبكي كونه لحنا بعيدة وإن سبقه لذلك ابن مالك فقال تجويز الفقهاء للرفع خطأ لأنه لم يسمع من كلامهم ، ولعله بنى ذلك على عدم النقل السابق في كذا ( أو جره ) وهو لحن عند البصريين أو سكنه وقفا ( لزمه درهم ) ولا نظر للحن لعدم تأثيره هنا [ ص: 90 ] ودعوى لزوم عشرين لنحوي لأنها أقل عدد يميز بمفرد مجرور ولم يقل به أحد ، وقول جمع بوجوب بعض درهم في الجر إذ التقدير كذا من درهم مردود ، وإن نسب للأكثرين بأن كذا إنما تقع على الآحاد دون كسورها ( والمذهب به لو قال كذا وكذا ) أو ثم كذا أو فكذا أو أراد العطف بالفاء لما يأتي فيها مع الفرق بينها وبين بل ( درهما بالنصب وجب درهمان ) لإقراره بشيئين مبهمين وتعقيبهما بالدرهم منصوبا فالظاهر أنه تفسير لكل منهما ، واحتمال التأكيد يمنعه العاطف ، ولأن التمييز وصف في المعنى وهو يعود لكل ما تقدمه كما سيأتي في الوقف ولو زاد في التكرير كما في نظيره الآتي ، وفي قول يلزمه درهم لجواز إرادته تفسيرا للفظين معا بالدرهم وفي قول : درهم وشيء

                                                                                                                            أما الدرهم فلتفسيره الثاني وأما الشيء فللأول الباقي على إبهامه والطريق الثاني القطع بالأول ( و ) المذهب ( أنه لو رفع أو جر ) الدرهم أو سكنه ( فدرهم ) أما الرفع فلأنه خبر عن المبهمين : أي هما درهم ويجوز كونه بدلا منهما أو بيانا لهما نظير ما مر وهو الأولى ، وأما الجر فلأنه وإن امتنع ولم يظهر له معنى عند جمهور النحاة لكنه يفهم منه عرفا أنه تفسير لجملة ما سبق فحمل على الضم ، وأما السكون فواضح ، والطريق الثاني قولان ثانيهما درهمان لأنه يسبق إلى الفهم أنه تفسير لهما وأنه أخطأ في إعراب التفسير ( ولو حذف الواو فدرهم في الأحوال كلها ) رفعا ونصبا وجرا لاحتمال التأكيد حينئذ ويتحصل مما تقرر اثنتا عشرة مسألة ; لأن كذا إما أن يؤتى بها مفردة أو مركبة أو معطوفة ، والدرهم إما أن يرفع أو ينصب أو يجر أو يسكن ثلاثة في أربعة يحصل ما ذكر ، والواجب في جميعها درهم إلا إذا عطف ونصب تمييزها فدرهمان ، ولو قال كذا بل كذا ففيه وجهان أوجههما لزوم شيئين ، إذ لا يسوغ رأيت زيدا بل زيدا إذا عنى الأول ، فإن عنى غيره صح .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : على عدم النقل السابق ) [ ص: 90 ] أي في قوله ثم نقل عن ذلك وصار يكنى به عن المبهم وغيره إلخ ( قوله : بأن كذا ) متعلق بقوله : مردود ( قوله : إنما تقع ) يتأمل وجه ذلك فإن المفهوم مما سبق أنها بمعنى شيء ، وهو كما يشمل الآحاد يشمل الأبعاض ، إلا أن يكون المراد أنها تقع على الآحاد في الاستعمال أو يثبت أنها إنما نقلت للآحاد دون غيرها ( قوله : أو أراد العطف ) أما ثم والواو فلا يحتاجان إلى الإرادة ( قوله : لما يأتي ) أي من أنه يجب فيها درهم واحد إن لم يرد العطف لأنها تأتي للتفريع وتزيين اللفظ كثيرا فلا تحمل على العطف إلا بقصده ( قوله : كما في نظيره الآتي ) أي في قول المصنف ولو حذف الواو فدرهم في إلخ ( قوله : وأما السكون فواضح ) أي لإمكان أن التقدير هما درهم ( قوله : وجرا ) أي وسكونا ( قوله : ثلاثة في أربعة ) أي وضرب ثلاثة في أربعة يحصل ما ذكر إلخ ( قوله : ولو قال كذا ) هذا مخالف لما يأتي في قوله على أن الأوجه في بل اعتبار إلخ إلا أن يحمل ما هنا على قصد الاستئناف .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : أوجههما لزوم شيئين ) ظاهره مطلقا خصوصا بالنظر للتعليل ، لكن سيأتي له في الفصل الآتي ما يخالفه في غير موضع




                                                                                                                            الخدمات العلمية