الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو قال : أليس ) أو هل كما في المطلب ( لي عليك كذا فقال بلى أو نعم فإقرار ) لأنه المفهوم من ذلك ( وفي نعم وجه ) لأنها في اللغة تصديق للنفي المستفهم عنه بخلاف بلى فإنها رد له ونفي النفي إثبات ، ولهذا جاء عن ابن عباس [ ص: 80 ] رضي الله عنهما في آية { ألست بربكم } لو قالوا نعم كفروا ، ورد هذا الوجه بأن الأقارير ونحوها مبنية على العرف المتبادر من اللفظ لا على دقائق العربية وعلم منه عدم الفرق بين النحوي ، وغيره خلافا للغزالي ومن تبعه ، ويفرق بينه وبين نظيره في الطلاق من الفرق بينهما في أنت طالق أن دخلت الدار بفتح الهمزة بأن المتبادر هنا عند النحوي عدم الفرق لخفائه على كثير من النحاة بخلافه ثم ، ولا ينافي ما تقرر قول ابن عبد السلام لو لقن فارسي كلمات عربية لا يعرف معناها لم يؤاخذ بها لأنه لما لم يعرف مدلولها يستحيل عليه قصدها لأن هذا اللفظ يفهمه العامي أيضا وكلام ابن عبد السلام في لفظ لا يعرفه العامي أيضا ، والأوجه أن العامي غير المخالط لنا يقبل دعواه الجهل بمدلول أكثر ألفاظ الفقهاء ، بخلاف المخالط لنا لا يقبل في الخفي الذي لا يخفى على مثله معناه .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : أو نعم ) قال سم على منهج : ولو وقعا : أي نعم وبلى في جواب الخبر المنفي نحو ليس لي عليك ألف .

                                                                                                                            قال الإسنوي : فيتجه أن يكون إقرارا مع بلى بخلاف نعم بر ا هـ .

                                                                                                                            أقول : ولعل الفرق بينهما أن نعم لإثبات النفي وتقريره فكأنه قال : نعم ليس لك علي شيء ، وبلى لرده فكأنه قال : لك علي لأنه إذا رد النفي فقد أثبت نقيضه وهو ما نفاه ، ولعل الإسنوي جار على مقتضى اللغة لأن الألفاظ إذا أطلقت حملت على حقائقها اللغوية ما لم يرد ما يخالفه ، وفي أليس قد يدعي وجود عرف يخالف اللغة ، ولعله عدم تفرقة حملة الشريعة بين بلى ونعم في أليس كما أشار إليه بقوله لأنه المفهوم من ذلك ( قوله بخلاف بلى ) وقد نظم هذا المعنى شيخنا العلامة الأجهوري فقال : [ ص: 80 ]

                                                                                                                            نعم جواب للذي قبله إثباتا أو نفيا كذا قرروا بلى جواب النفي لكنه
                                                                                                                            يصير إثباتا كذا حرروا



                                                                                                                            ( قوله : وغيره ) أي في كون نعم وبلى إقرارا ( قوله : بينهما ) أي النحوي وغيره .




                                                                                                                            الخدمات العلمية