قلت: وقد روى أبو بكر بن أبي عاصم هذا الحديث في كتاب السنة عن هذا الشيخ، كما رواه عنه إلى آخره. الترمذي
قال: «وقد رأى محمد ربه مرتين، وفيه كلام» أراد ابن أبي عاصم أن الحديث فيه كلام آخر، وهذا هو الكلام الذي تقدمت الإشارة إليه أنه قال: «رآه دونه ستر من لؤلؤ» كما ذكرنا؛ فإن هذه الزيادة كانوا يروونها وتارة يتركونها، كما تركها ابن خزيمة والترمذي وابن أبي عاصم، وهكذا قال ابن أبي عاصم لما روى حديث شاذان فقال: حدثنا [ ص: 307 ] أحمد بن محمد المروذي، حدثنا قال: حدثنا أسود بن عامر عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عكرمة، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابن عباس، قال: ثم ذكر كلاما، وقد تقدم ذكر هذا الكلام من رواية غيره. «رأيت ربي عز وجل»
وروى هذا الحديث من الوجه الآخر الذي ذكره فقال: حدثنا أحمد حدثنا فضل بن سهل، عفان قال: حدثنا عبد الصمد بن كيسان، عن [ ص: 308 ] حماد، عن عن قتادة، عكرمة، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابن عباس لم يزد «رأيت ربي عز وجل» ابن أبي عاصم على هذا، والحديث معروف بطوله، والمقصود هنا أن قول ابن عباس أجاب فيه بقوله: «ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لم يدركه شيء» لما سئل عن قوله تعالى: رآه مرتين لا تدركه الأبصار [الأنعام: 103] وهذا يقتضي أن المرتين رؤية عين، مع أنه قد ثبت في الصحيح عنه أنه ذكره أيضا في تفسير الآية، وهذا يقوي أن «رآه بفؤاده مرتين» وحين عورض بهذه الآية أجاب عنها. تكون رؤية الفؤاد عنده رؤية العين للأنبياء خصوصا لا لغيرهم،
وعلى هذا فتتفق أقوال وهو أشبه، ثم روى ابن عباس، حديث الترمذي محمد بن عمرو، عن أبي [ ص: 309 ] سلمة، عن في قوله تعالى: ابن عباس ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى [النجم: 13 - 15] فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى [النجم: 9 - 10] قال ابن عباس: «قد رآه النبي صلى الله عليه وسلم» قال: أبو عيسى: هذا حديث حسن.
ثم روى حديث عن يزيد بن إبراهيم التستري، عن قتادة، عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: محمد ربه؟ فقال: قد سألته، فقال: نور أنى أراه» قال لو أدركت النبي صلى الله عليه وسلم سألته، فقال: عما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله: هل رأى أبو عيسى: هذا حديث حسن.
ثم روى من حديث [ ص: 310 ] عن إسرائيل، أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله في قوله: ما كذب الفؤاد ما رأى قال: جبريل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض». قال «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.