قلت: فأما فقد نوزع فيه [ ص: 311 ] أيضا. وأما إثباته الرؤية بسورة (والنجم) فقد تقدم قوله: «رآه بفؤاده ولم يره بعينه». وأما أبو ذر فقد روى من حديث أنس بن مالك عن شعبة، عن قتادة، قال: أنس محمد ربه» ورواه «رأى فقال: حدثنا ابن خزيمة إبراهيم بن عبد العزيز المقوم، حدثنا أبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان، عن وكذلك رواه شعبة. ابن أبي عاصم: حدثنا عمرو بن عيسى الضبعي، حدثنا أبو بحر البكراوي، حدثنا عن شعبة، عن قتادة، أنس بن مالك محمدا قد رأى ربه تبارك وتعالى». «أن
وكذلك رواه فقال: حدثنا الطبراني حدثنا زكريا الساجي، عمرو بن عيسى [ ص: 312 ] الضبعي حدثنا أبو بحر البكراوي، حدثنا عن شعبة، عن قتادة، قال: أنس محمد ربه». «رأى
فمداره على أبي بحر عن وفي مفرده نظر، يحتمل أن يكون اشتبه عليه ذلك ببعض أحاديث شعبة، في هذا الباب، فإنه روى عن قتادة عكرمة وغيره ذكر الرؤية، وإلا فانفراده من بين أصحاب ريبة توجب نظرا. شعبة
وقد روى في (السنة) في (باب رؤية الطبراني محمد ربه) في قوله تعالى فأوحى إلى عبده ما أوحى [النجم: 10] حدثنا محمد بن علي الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا [ ص: 313 ] الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي، عن أبي عمران الجوني، عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك قال: حدثنا «رأيت النور الأعظم ولط دوني الحجاب رفرفة الدر والياقوت، فأوحى الله إلي ما شاء أن يوحي» يوسف القاضي، حدثنا المقدمي، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، حدثنا عن قتادة، عكرمة، عن ابن عباس في [ ص: 314 ] قوله: وأبي ذر فأوحى إلى عبده ما أوحى [النجم: 10] قالا: «عبده محمد صلى الله عليه وسلم».
فإن قيل: فقد روى حدثنا الخلال: حدثنا العباس بن محمد الدوري، أبو داود المباركي، حدثنا حماد بن دليل، عن عن سفيان بن سعيد، عن قيس بن مسلم، [ ص: 315 ] أو طارق بن شهاب عبد الرحمن بن سابط، عن عن أبي ثعلبة الخشني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبي عبيدة بن الجراح، «لما كنت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا أدري، قال: فوضع يده حتى وجدت -فذكر كلمة ذهبت عني- قال: ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات؟ قلت: إسباغ الوضوء في المسرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. قال: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وصلاة بالليل والناس نيام، قال [ ص: 316 ] قل، قلت: وما أقول؟ قال: قل اللهم إني أسألك عملا بالحسنات، وترك المنكرات، وإذا أردت في قوم فتنة وأنا فيهم فاقبضني إليك غير مفتون».
وقد ذكر هذا الحديث في كتاب (إبطال التأويل) أول ما ذكره من أحاديث هذا الجنس الذي فيه رؤيته في أحسن صورة، وأثبت ذلك يقظة، وتكلم عليه كما تكلم على غيره من الأخبار، فأبطل التأويل؛ إذ المتأولون القاضي أبو يعلى كالمريسي وذويه ونحوه يجعلون هذا في اليقظة ويتأولونه كما [ ص: 317 ] فعله المؤسس. وابن فورك