قال
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري في مسألة العرش: "ومما يؤكد لكم أن الله مستو على عرشه دون الأشياء كلها ما نقله أهل الرواية من قوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665790«ينزل ربنا كل ليلة» وقد تقدم ذكر
[ ص: 183 ] لفظه إلى أن قال: وقد قال سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه [المعارج: 4]. وقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يخافون ربهم من فوقهم [النحل: 50]. وقال سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء [فصلت: 11]. وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا [الفرقان: 59]. وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع [السجدة: 4]. قال: وكل هذا يدل على أنه في السماء مستو على عرشه. والسماء بإجماع الناس ليست في الأرض، فدل على أنه جل وعلا منفرد بوحدانيته، مستو على عرشه، كما وصف نفسه، وقال سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر: 22]. وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام [البقرة: 210]. وقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فكان قاب قوسين أو أدنى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فأوحى إلى عبده ما أوحى [ ص: 184 ] nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما كذب الفؤاد ما رأى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أفتمارونه على ما يرى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه نزلة أخرى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عند سدرة المنتهى إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لقد رأى من آيات ربه الكبرى [النجم: 8-18]. إلى أن قال: وقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي [آل عمران: 55]. وقال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وما قتلوه وما صلبوه [النساء: 157]. وقال سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وما قتلوه يقينا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه [النساء: 157-158]. قال:
nindex.php?page=treesubj&link=34001 "وأجمعت الأمة على أن الله رفع عيسى صلى الله عليه وسلم إلى السماء".
وهذا كله تصريح بأن الرفع والصعود إلى الله نفسه. وقال أيضا: وقال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق [ ص: 185 ] [الأنعام: 162]. وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30ولو ترى إذ وقفوا على ربهم [الأنعام: 30]. وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم [السجدة: 12]. وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة [الكهف: 48].
nindex.php?page=treesubj&link=29639_28732قال: وكل هذا يدل على أنه ليس في خلقه ولا خلقه فيه، وأنه سبحانه مستو على عرشه، جل وعز وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، جل عما يقول الذين لم يثبتوا له في وصفهم حقيقة، ولا أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية، إذ كان كلامهم يؤول إلى التعطيل، وجميع أوصافهم تدل على النفي في التأويل، ويريدون بذلك
[ ص: 186 ] –زعموا- التنزيه ونفي التشبيه، فنعوذ بالله من تنزيه يوجب النفي والتعطيل.
قال: وروت العلماء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664711«إن العبد لا تزول قدماه من بين يدي رب العالمين حتى يسأله عن ثلاث» وروت العلماء
nindex.php?page=hadith&LINKID=674780أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأمة سوداء، فقال: يا رسول الله، إني أريد أن أعتقها في كفارة، فهل يجوز عتقها؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أين الله؟» قالت: في السماء. وأومأت بيدها إلى فوق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «أعتقها فإنها مؤمنة» قال: وهذا يدل على أن
[ ص: 187 ] الله على عرشه فوق السماء.
وقد أثبت
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري ما هو أبلغ من ذلك من
nindex.php?page=treesubj&link=28732قرب الله تعالى إلى خلقه، وحكاه عن أهل السنة والجماعة، فقال في كتاب المقالات في حكاية قول جملة أصحاب
[ ص: 188 ] الحديث وأهل السنة.
قال: "جملة ما عليه أصحاب الحديث وأهل السنة -وذكر ما نقلناه عنه قبل هذا وفيه- ويقرون أن الله تعالى يجيء يوم القيامة كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر: 22]. وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال:
[ ص: 189 ] nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق: 16]. ثم قال: "وبكل ما ذكرناه من قولهم نقول".
قال في الإبانة: وجملة قولنا أنا نقر بالله تبارك وتعالى، وذكر نحوا مما ذكره في المقالات إلى أن قال: ونقول: إن الله يجيء يوم القيامة كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر: 22]. وأن الله تعالى يقرب من عباده كيف يشاء كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق: 16]. وكما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فكان قاب قوسين أو أدنى [النجم: 8-9]. وله كلام غير هذا، وهو صريح في أن
nindex.php?page=treesubj&link=28732قربه إلى خلقه عنده من الصفات الفعلية، حيث قال: كيف يشاء.
والقرب بالعلم والقدرة لا يجوز تعليقه بالمشيئة، لأن علمه وقدرته من لوازم ذاته، فهذا من اتفاق عامة الصفاتية
[ ص: 190 ] على إثبات قرب الخلق إلى الله عز وجل وقربه إليهم، وهذا الذي قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13711الأشعري، وحكاه عن أهل السنة، تلقاه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14451زكريا بن يحيى الساجي وغيره من أئمة البصريين، وهذا اللفظ الذي ذكره في القرب محفوظ عن
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد إمام أهل السنة في عصر
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، [ ص: 191 ] nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14242الخلال في كتاب السنة: أنا
جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا
أحمد بن محمد المقري، حدثنا
سليمان بن [ ص: 192 ] حرب قال: سأل
nindex.php?page=showalam&ids=15533بشر بن السري nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد فقال: يا أبا
إسماعيل، الحديث الذي جاء
nindex.php?page=hadith&LINKID=665790«ينزل الله إلى السماء يتجول من مكان إلى مكان» فسكت
حماد ثم قال: هو في مكان يقرب من خلقه كيف يشاء، وهذا يذكر في موضعه، وأما حديث إدنائه إليه ووضع كنفه عليه، فهو أظهر من هذا، ولم ينازع أحد من الصفاتية المتقدمين أصلا، كما لم ينازعوا
[ ص: 193 ] في أن الله تعالى فوق العرش، وقد نص الأئمة على إقراره، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14242الخلال في كتاب السنة: باب (يضع كنفه على عبده تبارك وتعالى) أخبرني
محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن
أبا الحارث حدثهم قال: قلت
لأبي عبد الله: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=855860«إن الله يدني العبد يوم القيامة فيضع عليه كنفه»؟ قال: هكذا يقول: «يدنيه ويضع كنفه عليه» كما قال: «ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟».
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14242الخلال: أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي قال: قوله: «فيضع عليه
[ ص: 194 ] كنفه» يقول: ناحيته، قال
إبراهيم، أخبرني
أبو نصر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي، يقال: أنا في كنف بني فلان، أي في ناحيتهم، وأنا في ظلك، أي قربك. قال
إبراهيم: وأنبأنا
عمرو، عن أبيه قال: كنف (جانب)، وأنشدنا: وأرحب له كنفا ... قال:
[ ص: 195 ] وأنشدني
أبو عبد الله النحوي: بأكناف الحجاز هوى دفين يؤرقني إذا هدت العيون
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ فِي مَسْأَلَةِ الْعَرْشِ: "وَمِمَّا يُؤَكِّدُ لَكُمْ أَنَّ اللَّهَ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ دُونَ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا مَا نَقَلَهُ أَهْلُ الرِّوَايَةِ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665790«يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ» وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ
[ ص: 183 ] لَفْظِهِ إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [الْمَعَارِجُ: 4]. وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ [النَّحْلُ: 50]. وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ [فُصِّلَتْ: 11]. وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا [الْفُرْقَانُ: 59]. وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=4ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ [السَّجْدَةُ: 4]. قَالَ: وَكُلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ. وَالسَّمَاءُ بِإِجْمَاعِ النَّاسِ لَيْسَتْ فِي الْأَرْضِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا مُنْفَرِدٌ بِوَحْدَانِيَّتِهِ، مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الْفَجْرُ: 22]. وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ [الْبَقَرَةُ: 210]. وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى [ ص: 184 ] nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [النَّجْمُ: 8-18]. إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [آلُ عِمْرَانَ: 55]. وَقَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ [النِّسَاءُ: 157]. وَقَالَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النِّسَاءُ: 157-158]. قَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=34001 "وَأَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ رَفَعَ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ".
وَهَذَا كُلُّهُ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ الرَّفْعَ وَالصُّعُودَ إِلَى اللَّهِ نَفْسِهِ. وَقَالَ أَيْضًا: وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ [ ص: 185 ] [الْأَنْعَامُ: 162]. وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ [الْأَنْعَامُ: 30]. وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ [السَّجْدَةُ: 12]. وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ [الْكَهْفُ: 48].
nindex.php?page=treesubj&link=29639_28732قَالَ: وَكُلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي خَلْقِهِ وَلَا خَلْقُهُ فِيهِ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، جَلَّ وَعَزَّ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا، جَلَّ عَمَّا يَقُولُ الَّذِينَ لَمْ يُثْبِتُوا لَهُ فِي وَصْفِهِمْ حَقِيقَةً، وَلَا أَوْجَبُوا لَهُ بِذِكْرِهِمْ إِيَّاهُ وَحْدَانِيَّةً، إِذْ كَانَ كَلَامُهُمْ يَؤُولُ إِلَى التَّعْطِيلِ، وَجَمِيعُ أَوْصَافِهِمْ تَدُلُّ عَلَى النَّفْيِ فِي التَّأْوِيلِ، وَيُرِيدُونَ بِذَلِكَ
[ ص: 186 ] –زَعَمُوا- التَّنْزِيهَ وَنَفْيَ التَّشْبِيهِ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ تَنْزِيهٍ يُوجِبُ النَّفْيَ وَالتَّعْطِيلَ.
قَالَ: وَرَوَتِ الْعُلَمَاءُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664711«إِنَّ الْعَبْدَ لَا تَزُولُ قَدَمَاهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَتَّى يَسْأَلَهُ عَنْ ثَلَاثٍ» وَرَوَتِ الْعُلَمَاءُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=674780أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمَةٍ سَوْدَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَهَا فِي كَفَّارَةٍ، فَهَلْ يَجُوزُ عِتْقُهَا؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ اللَّهُ؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. وَأَوْمَأَتْ بِيَدِهَا إِلَى فَوْقٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
[ ص: 187 ] اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ فَوْقَ السَّمَاءِ.
وَقَدْ أَثْبَتَ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28732قُرْبِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى خَلْقِهِ، وَحَكَاهُ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، فَقَالَ فِي كِتَابِ الْمَقَالَاتِ فِي حِكَايَةِ قَوْلِ جُمْلَةِ أَصْحَابِ
[ ص: 188 ] الْحَدِيثِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ.
قَالَ: "جُمْلَةَ مَا عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَأَهْلُ السُّنَّةِ -وَذَكَرَ مَا نَقَلْنَاهُ عَنْهُ قَبْلَ هَذَا وَفِيهِ- وَيُقِرُّونَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الْفَجْرُ: 22]. وَأَنَّ اللَّهَ يَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ شَاءَ كَمَا قَالَ:
[ ص: 189 ] nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: 16]. ثُمَّ قَالَ: "وَبِكُلِّ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ نَقُولُ".
قَالَ فِي الْإِبَانَةِ: وَجُمْلَةُ قَوْلِنَا أَنَّا نُقِرُّ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَذَكَرَ نَحْوًا مِمَّا ذَكَرَهُ فِي الْمَقَالَاتِ إِلَى أَنْ قَالَ: وَنَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الْفَجْرُ: 22]. وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْرُبُ مِنْ عِبَادِهِ كَيْفَ يَشَاءُ كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: 16]. وَكَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى [النَّجْمُ: 8-9]. وَلَهُ كَلَامٌ غَيْرُ هَذَا، وَهُوَ صَرِيحٌ فِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28732قُرْبَهُ إِلَى خَلْقِهِ عِنْدَهُ مِنَ الصِّفَاتِ الْفِعْلِيَّةِ، حَيْثُ قَالَ: كَيْفَ يَشَاءُ.
وَالْقُرْبُ بِالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ لَا يَجُوزُ تَعْلِيقُهُ بِالْمَشِيئَةِ، لِأَنَّ عِلْمَهُ وَقُدْرَتَهُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ، فَهَذَا مِنَ اتِّفَاقِ عَامَّةِ الصِّفَاتِيَّةِ
[ ص: 190 ] عَلَى إِثْبَاتِ قُرْبِ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقُرْبِهِ إِلَيْهِمْ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13711الْأَشْعَرِيُّ، وَحَكَاهُ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، تَلْقَاهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14451زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى السَّاجِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْبَصْرِيِّينَ، وَهَذَا اللَّفْظُ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي الْقُرْبِ مَحْفُوظٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15743حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ إِمَامِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي عَصْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ، [ ص: 191 ] nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=13760وَالْأَوْزَاعِيِّ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14242الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ: أَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ [ ص: 192 ] حَرْبٍ قَالَ: سَأَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15533بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=15743حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالَ: يَا أَبَا
إِسْمَاعِيلَ، الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=665790«يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ يَتَجَوَّلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ» فَسَكَتَ
حَمَّادٌ ثُمَّ قَالَ: هُوَ فِي مَكَانٍ يَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ يَشَاءُ، وَهَذَا يُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ، وَأَمَّا حَدِيثُ إِدْنَائِهِ إِلَيْهِ وَوَضْعِ كَنَفِهِ عَلَيْهِ، فَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ هَذَا، وَلَمْ يُنَازِعْ أَحَدٌ مِنَ الصِّفَاتِيَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ أَصْلًا، كَمَا لَمْ يُنَازِعُوا
[ ص: 193 ] فِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَوْقَ الْعَرْشِ، وَقَدْ نَصَّ الْأَئِمَّةُ عَلَى إِقْرَارِهِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14242الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ: بَابُ (يَضَعُ كَنَفَهُ عَلَى عَبْدِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى) أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّ
أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: قُلْتُ
لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=855860«إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ»؟ قَالَ: هَكَذَا يَقُولُ: «يُدْنِيهِ وَيَضَعُ كَنَفَهُ عَلَيْهِ» كَمَا قَالَ: «وَيَقُولُ لَهُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟».
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14242الْخَلَّالُ: أَنْبَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12352إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ: قَوْلُهُ: «فَيَضَعُ عَلَيْهِ
[ ص: 194 ] كَنَفَهُ» يَقُولُ: نَاحِيَتَهُ، قَالَ
إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنِي
أَبُو نَصْرٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: أَنَا فِي كَنَفِ بَنِي فُلَانٍ، أَيْ فِي نَاحِيَتِهِمْ، وَأَنَا فِي ظِلِّكَ، أَيْ قُرْبِكَ. قَالَ
إِبْرَاهِيمُ: وَأَنْبَأَنَا
عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَنَفٌ (جَانِبٌ)، وَأَنْشَدَنَا: وَأَرْحَبُ لَهُ كَنَفًا ... قَالَ:
[ ص: 195 ] وَأَنْشَدَنِي
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ: بِأَكْنَافِ الْحِجَازِ هَوًى دَفِينُ يُؤَرِّقُنِي إِذَا هَدَتِ الْعُيُونُ