الوجه الرابع: وتكون حركة جوارحهم بالإشارة إلى فوق تبعا لحركة قلوبهم إلى فوق، وهذا أمر يجدونه كلهم في قلوبهم وجدا ضروريا إلا من غيرت فطرته باعتقاد يصرفه عن ذلك. وقد حكى إن الذين يرفعون أيديهم وأبصارهم وغير ذلك إلى السماء وقت الدعاء تقصد قلوبهم الرب الذي هو فوق،محمد بن طاهر المقدسي عن الشيخ أبي جعفر الهمذاني أنه حضر مجلس [ ص: 519 ] أبي المعالي فذكر العرش، وقال كان الله ولا عرش ونحو ذلك، وقام إليه الشيخ أبو جعفر فقال: يا شيخ دعنا من ذكر العرش، وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، فإنه ما قال عارف قط يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة لطلب العلو، لا يلتفت يمنة ولا يسرة؟ قال: فضرب أبو المعالي على رأسه، وقال: حيرني الهمذاني".
فأخبر هذا الشيخ عن وهذا يقتضي أنه في فطرتهم وخلقتهم العلم بأن الله فوق، وقصده والتوجه إليه إلى فوق. كل من عرف الله أنه يجد في قلبه حركة ضرورية إلى العلو إذا قال: يا الله،