الوجه الثالث: أنه قد أمرا بالخشوع الذي أثنى الله على أهله حيث قال: نهى عن رفع البصر في الصلاة إلى فوق قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون [المؤمنون: 1-2] وقال: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين [البقرة: 45] والخشوع يكون مع تخفيض البصر كما قال تعالى: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون [القلم: 42-43] وقال تعالى: يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون [المعارج: 43-44] وقال: فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر [القمر: 6-8] كما [ ص: 517 ] وصف الأصوات بالخشوع في قوله: يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا [طه: 108] وعن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنس فاشتد قوله في ذلك حتى قال " ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم" رواه لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم" وأكثر أهل السنن، وعن البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبي هريرة رواه لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم". وغيره. مسلم
[ ص: 518 ] بل كان يكون بمنزلة خفضها. ولو كان الله ليس فوق بل هو في السفل، كما هو في الفوق لا لاختصاص لأحد الجهتين به، لم يكن رفع البصر إلى السماء ينافي الخشوع،