الوجه السادس وهو الوجه الخامس عشر: أن القبلة ما يستقبله الإنسان بوجهه، وكذلك يسمى وجهة ووجها وجهة لاستقبال الإنسان له بوجهه وتوجهه إليه، كما قال تعالى: ولكل وجهة هو موليها والاستقبال ضد الاستدبار، فالقبلة ما يستقبله الإنسان ولا يستدبره، فأما لأن الإنسان لم يستقبله كما لا يستدبر الجهة التي تقابله. ومن استقبل شيئا فقد استدبر ما يقابله، كما أن من استقبل ما يرفع الإنسان إليه يده أو رأسه أو بصره فهذا باتفاق لا يسمى قبلة الكعبة فقد استدبر ما يقابلها، ومعلوم أن الداعي لا يكون مستقبلا للسماء ومستدبرا للأرض، بل يكون مستقبلا لبعض الجهات: إما القبلة أو غيرها مستدبرا لما يقابلها، كالمصلي. فظهر أن جعل ذلك قبلة باطل في العقل واللغة والشرع بطلانا ظاهرا لكل أحد.