الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7172 ص: حدثنا إبراهيم بن منقذ ، قال : ثنا المقرئ ، عن حيوة ، قال : أخبرني خالد بن عبيد ، قال : سمعنا مشرح بن هاعان يقول : سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول : سمعت رسول الله -عليه السلام - يقول : " من تعلق تميمة ، فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له " .

                                                التالي السابق


                                                ش: إبراهيم بن منقذ العصفري من أصحاب ابن وهب ، قال ابن يونس : ثقة رضي .

                                                والمقرئ هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد ، شيخ البخاري .

                                                وحيوة هو ابن شريح بن صفوان التجيبي المصري الفقيه العابد .

                                                وخالد بن عبيد المعافري ، سكتوا عنه .

                                                ومشرح بن هاعان المعافري المصري ، وثقه يحيى .

                                                وأخرجه ابن يونس في ترجمة خالد بن عبيد : حدثني أبي ، عن جدي أنه حدثه ، ثنا ابن وهب ، أخبرني حيوة بن شريح ، عن خالد بن عبيد المعافري ، عن مشرح بن هاعان قال : سمعت عقبة بن عامر ، قال : سمعت رسول الله -عليه السلام - قال : "من علق تميمة فلا أتم الله له ، ومن علق ودعة فلا ودع الله له " .

                                                [ ص: 182 ] وأخرجه البيهقي : من حديث حيوة بن شريح . . . . إلى آخره نحوه .

                                                وقال الذهبي في "مختصر سنن البيهقي " عقيب هذا الحديث : قلت : أخرجه ابن وهب في كتبه عنه ، وخالد لم يضعف ، تفرد به .

                                                قوله : "تميمة " تجمع على تمائم ، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم ، فأبطله الإسلام .

                                                و"الودعة " : شيء أبيض يجلب من البحر ، يعلق في طوق الصبيان ونحرهم ، ويجمع على ودع بفتح الدال وسكونها .

                                                قوله : "فلا ودع الله له " أي لا جعله في دعة وسكون ، وقيل : هو لفظ مبني من الودعة ، أي : لا خفف الله عنه ما يخافه ، وإنما نهى عنها ; لأنهم كانوا يعلقونها مخافة العين .

                                                ثم اعلم أن قوله : "لا ودع الله " يرد على أهل التصريف قولهم : أماتوا ماضي يدع ، واستغنوا عنه بـ"ترك " والنبي -عليه السلام - أفصح العرب ، وإنما حمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذ في الاستعمال ، صحيح في القياس ، يقال : ودع الشيء يدعه ودعا إذا تركه ، وقرئ قوله تعالى : ما ودعك ربك وما قلى بالتخفيف .




                                                الخدمات العلمية