الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7206 ص: قال أبو جعفر : -رحمه الله - : فذهب قوم من أهل المدينة إلى أن العبد لا بأس أن ينظر إلى شعر مولاته ووجهها ، وإلى ما ينظر إليه ذو محرمها منها ، واحتجوا في ذلك بهذا الحديث وقالوا في قول النبي -عليه السلام - لأم سلمة : "فلتحتجب منه " دليل على أنها قد كانت قبل ذلك غير محتجبة منه .

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بالقوم هؤلاء : عمرو بن شعيب ويزيد بن عبد الله بن قسيط المدني والقاسم بن محمد وعبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن رافع وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية ; فإنهم قالوا : لا بأس للعبد أن ينظر . . . . إلى آخره .

                                                وقال أبو بكر بن العربي في "الأحكام " : العبد إذا كان فحلا كبيرا أو وغدا تملكه لا هيئة له ولا منظر فلينظر إلى شعرها .

                                                قال القاضي : كما قال ابن عباس : لا بأس أن ينظر المملوك إلى شعر مولاته .

                                                وقال أشهب عن مالك : ينظر الغلام الوغد إلى شعر سيدته ، ولا أحبه لغلام الزوج .

                                                [ ص: 208 ] وأطلق علماؤنا المتأخرون القول بأن غلام المرأة من ذوي محارمها يحل له منها ما يحل لذي المحرم ، وهو صحيح في القياس ، وقول مالك في الاحتياط أعجب إلي .

                                                قلت : الوغد -بفتح الواو وسكون الغين المعجمة وفي آخره دال مهملة - : الرجل الدنيء الذي يخدم طعام بطنه ، تقول منه : وغد الرجل بالضم .

                                                قوله : "واحتجوا في ذلك بهذا الحديث " أي احتج هؤلاء القوم فيما ذهبوا إليه بحديث أم سلمة المذكور .




                                                الخدمات العلمية