قال تعالى : ( هل يهلك إلا القوم الظالمون قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة ) ( 47 ) .
قوله تعالى : ( هل يهلك ) : الاستفهام هنا بمعنى التقرير ، فلذلك ناب عن جواب الشرط ؛ أي : إن أتاكم هلكتم .
قال تعالى : ( فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ) ( 48 ) .
قوله تعالى : ( مبشرين ومنذرين ) : حالان من المرسلين .
( فمن آمن ) : يجوز أن يكون شرطا ، وأن يكون بمعنى الذي ، وهي مبتدأ في الحالين ، وقد سبق القول على نظائره .
قال تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون ) ( 49 ) .
قوله تعالى : ( بما كانوا يفسقون ) : ما مصدرية ؛ أي : بفسقهم ، وقد ذكر في أوائل البقرة ، ويقرأ بضم السين وكسرها ، وهما لغتان .
[ ص: 371 ] قال تعالى : ( يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) ( 52 ) .
قوله تعالى : ( بالغداة ) : أصلها غدوة ، فقلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، وهي نكرة ، ويقرأ " بالغدوة " بضم الغين وسكون الدال ، وواو بعدها ، وقد عرفها بالألف واللام ، وأكثر ما تستعمل معرفة علما ، وقد عرفها هنا بالألف واللام .
وأما ( العشي ) : فقيل : هو مفرد ، وقيل : هو جمع عشية .
و ( يريدون ) : حال . ( من شيء ) : من زائدة ، وموضعها رفع بالابتداء ، وعليك الخبر ، ومن حسابهم صفة لشيء ، قدم عليه فصار حالا ، وكذلك الذي بعده ، إلا أنه قدم " من حسابك " على عليهم ، ويجوز أن يكون الخبر من حسابهم ، وعليك صفة لشيء مقدمة عليه .
( فتطردهم ) : جواب لما النافية ، فلذلك نصب .
( فتكون ) : جواب النهي ؛ وهو " لا تطرد " .
قال تعالى : ( ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وكذلك فتنا بعضهم ببعض ) ( 53 ) .
قوله تعالى : ( ليقولوا ) اللام : متعلقة بفتنا ؛ أي : اختبرناهم ليقولوا ، فنعاقبهم بقولهم ، ويجوز أن تكون لام العاقبة .
و ( هؤلاء ) : مبتدأ . و ( من الله عليهم ) : الخبر ، والجملة في موضع نصب بالقول . ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف فسره ما بعده تقديره : أخص هؤلاء ، أو فضل . و ( من ) : متعلقة بمن ؛ أي : ميزهم علينا .
ويجوز أن تكون حالا من عليهم منفردين .
( بالشاكرين ) : يتعلق بأعلم ؛ لأنه ظرف ، والظرف يعمل فيه معنى الفعل بخلاف المفعول ؛ فإن أفعل لا يعمل فيه .