الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( 161 ) ) .

قوله تعالى : ( أن يغل ) : يقرأ بفتح الياء وضم الغين على نسبة الفعل إلى النبي ; أي ذلك غير جائز عليه ، ويدل على ذلك قوله : ( يأت بما غل ) ومفعول يغل محذوف ; أي يغل الغنيمة أو المال .

ويقرأ بضم الياء وفتح الغين ، على ما لم يسم فاعله ، وفي المعنى ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون ماضيه أغللته ; أي نسبته إلى الغلول ، كما تقول أكذبته إذا نسبته إلى الكذب ; أي لا يقال عنه إنه يغل ; أي يخون . الثاني هو من أغللته ، إذا وجدته غالا ; كقولك أحمدت الرجل إذا أصبته محمودا . والثالث : معناه أن يغله غيره ; أي ما كان لنبي أن يخان . ( ومن يغلل ) : مستأنفة . ويجوز أن تكون حالا ، ويكون التقدير : في حال علم الغال بعقوبة الغلول .

قال تعالى : ( أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ( 162 ) ) .

قوله تعالى : ( أفمن اتبع ) : من بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء ، و " كمن " الخبر ، ولا يكون شرطا ; لأن كمن لا يصلح أن يكون جوابا و ( بسخط ) : حال .

قال تعالى : ( هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون ( 163 ) ) .

قوله تعالى : ( هم درجات ) : مبتدأ وخبر ، والتقدير : ذو درجات ، فحذف المضاف . و ( عند الله ) : ظرف لمعنى درجات ، كأنه قال : هم متفاضلون عند الله ، ويجوز أن يكون صفة لدرجات .

قال تعالى : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ( 164 ) ) .

[ ص: 243 ] قوله تعالى : ( من أنفسهم ) : في موضع نصب صفة لرسول ، ويجوز أن يتعلق ببعث . وما في هذه الآية قد ذكر مثله في قوله : ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ) [ البقرة : 129 .

قال تعالى : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ( 165 ) ) .

قوله تعالى : ( قد أصبتم مثليها ) : في موضع رفع صفة لمصيبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية