الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) ( 132 ) .

قوله تعالى : ( مهما ) : فيها ثلاثة أقوال : أحدها : أن " مه " بمعنى اكفف ؛ و " ما " اسم للشرط كقوله : ( ما يفتح الله للناس من رحمة ) [ فاطر : 2 ] . والثاني : أن أصل " مه " ما الشرطية زيدت عليها ما كما زيدت في قوله : ( فإما يأتينكم ) [ البقرة : 38 ] ثم أبدلت الألف الأولى هاء لئلا تتوالى كلمتان بلفظ واحد .

[ ص: 440 ] والثالث : أنها بأسرها كلمة واحدة غير مركبة ، وموضع الاسم على الأقوال كلها نصب بـ : " تأتينا " والهاء في " به " تعود على ذلك الاسم .

قال تعالى : ( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) ( 133 ) .

قوله تعالى : ( الطوفان ) : قيل هو مصدر . وقيل هو جمع طوفانة ، وهو الماء المغرق الكثير . ( والجراد ) : جمع جرادة ، الذكر والأنثى سواء . ( والقمل ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم . قيل : هما لغتان . وقيل : هما القمل المعروف في الثياب ونحوها ، والمشدد يكون في الطعام . ( آيات ) : حال من الأشياء المذكورة .

قال تعالى : ( ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل ) ( 134 ) .

قوله تعالى : ( بما عهد عندك ) : يجوز أن تتعلق الباء بادع ؛ أي : بالشيء الذي علمك الله الدعاء به ، ويجوز أن تكون الباء للقسم .

قال تعالى : ( فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ) ( 135 ) .

( إذا هم ينكثون ) : هم مبتدأ ، وينكثون الخبر ، وإذا للمفاجأة ، وقد تقدم ذكرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية