قال تعالى : ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ) ( 65 ) .
قوله تعالى : ( إن يكن ) : يجوز أن تكون التامة ، فيكون الفاعل " عشرون " ، و ( منكم ) : حال منها ، أو متعلقة بيكون .
ويجوز أن تكون الناقصة فيكون عشرون اسمها ، " ومنكم " الخبر .
قال تعالى : ( حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ما كان لنبي أن يكون له أسرى ) ( 67 ) .
قوله تعالى : ( أسرى ) : فيه قراءات قد ذكرت في البقرة .
( والله يريد الآخرة ) : الجمهور على نصب الآخرة على الظاهر ، وقرئ شاذا بالجر ، تقديره : والله يريد عرض الآخرة ، فحذف المضاف ، وبقي عمله كما قال بعضهم : أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا .
؛ أي : وكل نار .
قال تعالى : ( لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم لولا كتاب من الله سبق ) ( 68 ) .
[ ص: 469 ] قوله تعالى : ( لولا كتاب ) : كتاب مبتدأ ، و " سبق " صفة له . و ( من الله ) : يجوز أن يكون صفة أيضا ، وأن يكون متعلقا بسبق ، والخبر محذوف ؛ أي : تدارككم .
قال تعالى : ( واتقوا الله إن الله غفور رحيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) ( 69 ) .
قوله تعالى : ( حلالا طيبا ) : قد ذكر في البقرة .
قال تعالى : ( فأمكن منهم والله عليم حكيم وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل ) ( 71 ) .
قوله تعالى : ( خيانتك ) : مصدر خان يخون ، وأصل الياء الواو ، فقلبت لانكسار ما قبلها ، ووقع الألف بعدها .
قال تعالى : ( بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ) ( 72 ) .
قوله تعالى : ( من ولايتهم ) : يقرأ بفتح الواو وكسرها ، وهما لغتان ، وقيل : هي بالكسر : الإمارة ، وبالفتح من موالاة النصرة .
قال تعالى : ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ) ( 73 ) .
قوله تعالى : ( إلا تفعلوه ) : الهاء تعود على النصر . وقيل : على الولاء والتآمر .
قال تعالى : ( معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا ) ( 75 ) .
قوله تعالى : ( في كتاب الله ) : في موضع نصب بـ ( أولى ) ؛ أي : يثبت ذلك في كتاب الله .