الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وإن حلف لا يتكلم فقرأ القرآن في صلاته لا يحنث . وإن قرأ في غير صلاته حنث ) وعلى هذا التسبيح والتهليل والتكبير ، وفي القياس يحنث فيهما وهو قول الشافعي لأنه كلام حقيقة . ولنا أنه في الصلاة ليس بكلام عرفا ولا شرعا ، قال عليه الصلاة والسلام { إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس } وقيل في عرفنا لا يحنث في غير الصلاة أيضا لأنه لا يسمى متكلما بل قارئا ومسبحا

التالي السابق


( قوله ولو حلف لا يتكلم فقرأ القرآن في الصلاة لا يحنث ، وإن قرأ في غير الصلاة حنث ، وعلى هذا التسبيح والتهليل والتكبير ) إذا فعله في الصلاة لا يحنث وخارجها يحنث ، وهذا جواب الاستحسان . وفي القياس يحنث فيهما وهو قول الشافعي لأنه أي القرآن والذكر كلام حقيقة . ولنا أنه في الصلاة ليس بكلام عرفا ولا شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم { إن الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، وإن مما أحدث أن لا يتكلم في الصلاة } متفق عليه .

وأما الحديث الذي ذكره المصنف من قوله صلى الله عليه وسلم { إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس } فقيل عليه إنما نفى عنها كلام الناس ، ولا يستلزم نفي الكلام مطلقا ، وهذا التفصيل جواب ظاهر المذهب ، ولما كان مبنى الأيمان على العرف ، وفي العرف المتأخر لا يسمى التسبيح والقرآن أيضا وما معه كلاما حتى إنه يقال لمن سبح طول يومه أو قرأ لم يتكلم اليوم بكلمة اختار المشايخ أنه لا يحنث أيضا بجميع ذلك خارج الصلاة ، واختير [ ص: 147 ] للفتوى من غير تفصيل : أي تفريق بين عقد اليمين بالعربية والفارسية .

وما ذكر في بعض المواضع من أنه لو قال كلما تكلمت بكلام حسن فأنت طالق فقالت " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " طلقت واحدة ، ولو قالت بلا عطف : سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر طلقت ثلاثا لأنه كلام متعدد بالاستئناف كل بخلاف المعطوف لأنه كلام واحد . وقد يدفع بأن الكلام في مطلق الكلام عرفا لا فيما قيد بقيد أصلا .

وأما الشعر فإنه يحنث به لأنه كلام منظوم ، وفي الحديث { أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد :

ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل

}

وعرف مما تقدم أنه لا يحنث بالكتابة والإيماء ونحوه .




الخدمات العلمية