الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4074 ص: وقد روي عن أسامة بن شريك ، عن النبي -عليه السلام- من ذلك شيء:

                                                حدثنا أحمد بن الحسن -هو ابن القاسم- الكوفي، قال: ثنا أسباط بن محمد ، قال: ثنا أبو إسحاق الشيباني ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك -رضي الله عنه- قال: "حججنا مع رسول الله -عليه السلام-، فسئل عمن حلق قبل أن يذبح أو يذبح قبل أن يحلق، فقال: لا حرج، لا حرج، فلما أكثروا عليه قال: أيها الناس قد رفع الحرج إلا من اقترض من أخيه شيئا ظلما فذلك الحرج".

                                                فهذا أيضا مثل ما قبله.

                                                [ ص: 143 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 143 ] ش: أي وقد روي عن أسامة بن شريك التغلبي -رضي الله عنه- مما دل عليه معنى الأحاديث المذكورة شيء، وهذا أيضا مما يدل على الاحتمال الأول، وإليه أشار بقوله: "فهذا أيضا مثل ما قبله".

                                                وإسناده صحيح، وأبو إسحاق الشيباني اسمه سليمان بن أبي سليمان فيروز الكوفي .

                                                وأخرجه الطبراني في "الكبير": ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أسباط بن محمد (ح).

                                                وثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، كلاهما عن الشيباني ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك: "قال: خرجت مع النبي -عليه السلام- حاجا فكان الناس يأتون، فقال قائل: يا رسول الله، سعيت قبل أن أطوف -أو أخرت شيئا أو قدمت شيئا- فكان يقول لهم: لا حرج إلا على رجل اقترض من عرض رجل مسلم وهو ظالم فذلك الذي حرج وهلك".

                                                قوله: "إلا من اقترض من أخيه شيئا ظلما" وها هنا روايات: في رواية: "من اقترض من أخيه مظلوما" وفي أخرى: "إلا على رجل اقترض من عرض رجل" وفي رواية: "اقترض عرض رجل" وفي رواية: "وضع الحرج إلا امرأ اقترض امرأ مسلما" وفي رواية: "إلا من اقترض مسلما ظلما" وفي رواية: "من اقترض من عرض أخيه شيئا" وفي رواية: "إلا من اقترض من أخيه عرضا" والكل يرجع إلى معنى واحد، وهو أن ينال منه وقطعه بالغيب، وهو افتعال من القرض وهو القطع، ومنه سمي المقراض؛ لأنه يقطع، وقرض الفأر: قطعه، ويروى بالفاء والضاد المعجمة من "الفرض" وهو القطع أيضا، لأن أصل الفرض: القطع، ومنه المفرض وهي الحديدة التي يجز بها، ويروى بالفاء والصاد المهملة من "الفرص" وهو القطع أيضا، ومنه "المفراص" وهو

                                                [ ص: 144 ] الذي تقطع به الفضة، قال الجوهري: الفرص بالفتح: القطع، والمفرص والمفراص الذي تقطع به الفضة.




                                                الخدمات العلمية