الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4083 4084 ص: حدثنا يونس ، قال: ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، أخبره عن عمرو بن أوس ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال: "أمرني النبي -عليه السلام- أن أردف عائشة -رضي الله عنها- إلى التنعيم فأعمرها".

                                                حدثنا فهد، قال: أنا داود بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن يوسف بن ماهك ، عن حفصة بنت عبد الرحمن ، عن أبيها: " ، أن رسول الله -عليه السلام- قال لعبد الرحمن بن أبي بكر : -رضي الله عنهما-: أردف أختك فأعمرها من التنعيم، ، فإذا هبطت بها من الأكمة فمرها فلتحرم؛ فإنها عمرة متقبلة". .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان صحيحان:

                                                الأول: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس بن أبي أوس واسمه حذيفة الثقفي الطائفي ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، والكل رجال الصحيح.

                                                وأخرجه البخاري: ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان ، عن عمرو، سمع عمرو بن أوس، أن عبد الرحمن بن أبي بكرة أخبره: "أن رسول الله -عليه السلام- أمره أن يردف عائشة ويعمرها من التنعيم".

                                                وأخرجه بقية الجماعة.

                                                [ ص: 156 ] الثاني: عن فهد بن سليمان ، عن داود بن عبد الرحمن العطار المكي روى له الجماعة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري، من القارة المكي روى له الجماعة البخاري مستشهدا، عن يوسف بن ماهك -بفتح الهاء- بن بهزاد المكي روى له الجماعة، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهم-، قال العجلي: تابعية ثقة روى لها مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه .

                                                وأخرجه أبو داود: ثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: ثنا داود بن عبد الرحمن، قال: حدثني عبد الله بن خثيم ، عن يوسف بن ماهك ... إلى آخره نحوه سواء.

                                                وأخرجه البزار في "مسنده" وقال: لا نعلم روت حفصة عن أبيها إلا هذا الحديث.

                                                قوله: "إلى التنعيم" على وزن تفعيل، قد ذكرنا أنه منتهى حد الحرم من ناحية المدينة، بينه وبين مكة نحو من أربعة أميال، وفيه مسجد عائشة -رضي الله عنها-.

                                                قوله: "فأعمرها" بالنصب عطف على قوله: "أن أردف" من الإعمار يقال: اعتمرت وأعمرت غيري.

                                                والعمرة في اللغة: الزيارة، يقال: اعتمر أي زار، فهو معتمر.

                                                وفي الشرع: زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة.

                                                قوله: "من الأكمة" بفتح الهمزة وبعدها كاف وميم مفتوحتان وتاء تأنيث، وجمعها آكام بفتح الهمزة والمد، ويقال: إكام بكسر الهمزة، ويجمع أيضا على أكم وأكم بضمتين وفتحتين، قيل: هي الجبال الصغار، وقيل: ما اجتمع من التراب أكبر من الكدمة، وقيل: هي ما غلظ من الأرض ولم يبلغ أن يكون حجرا وكانت أشد ارتفاعا مما حولها كالتلول ونحوها، وقيل: هي الراية وقيل: التل العظيم المرتفع.

                                                [ ص: 157 ] قوله: "فمر" أمر من أمر يأمر، أي "فمر عائشة فلتحرم" من الإحرام.




                                                الخدمات العلمية