الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4080 ص: وقد روي في حديث أسامة بن شريك الذي ذكرناه فيما تقدم من هذا الباب ما يدل على هذا المعنى أيضا.

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا وهب ، وسعيد بن عامر ، قالا: ثنا شعبة ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك: " أن الأعراب سألوا رسول الله -عليه السلام- عن أشياء، ثم قالوا: هل علينا حرج في كذا، وهل علينا حرج في كذا؟ فقال رسول الله -عليه السلام-: إن الله تعالى قد رفع الحرج عن عباده؛ إلا من اقترض من أخيه مظلوما، فذلك الذي حرج وهلك. .

                                                أفلا ترى أن السائلين لرسول الله -عليه السلام- إنما كانوا أعرابا لا علم لهم بمناسك الحج؟ ؟ فأجابهم رسول الله -عليه السلام- بقوله: [لا حرج] لا على الإباحة منه لهم التقديم في ذلك والتأخير فيما قدموا من ذلك وأخروا، ثم قال لهم ما قد ذكر أبو سعيد في حديثه "وتعلموا مناسككم".

                                                التالي السابق


                                                ش: أخرج حديث أسامة فيما تقدم من هذا الباب عن أحمد بن الحسن ، عن أسباط بن محمد ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن زياد بن علاقة، كما ذكرنا.

                                                وها هنا أخرج عن إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير وسعيد بن عامر الضبعي، كلاهما عن شعبة ، عن الحجاج ، عن زياد بن علاقة ... إلى آخره.

                                                وهذا أيضا إسناد صحيح.

                                                [ ص: 149 ] وأخرجه أبو داود: نا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا جرير ، عن الشيباني ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك قال: "خرجت مع النبي -عليه السلام- حاجا، فكان الناس يأتونه، فمن قائل: يا رسول الله، سعيت قبل أن أطوف، أو أخرت شيئا، أو قدمت شيئا، فكان يقول: لا حرج، لا حرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم، فذلك الذي حرج وهلك".

                                                قوله: "حرج" بكسر الراء أي أثم.

                                                قوله: "أفلا ترى ... إلى آخره" ظاهر وقد أوضحناه فيما مضى.




                                                الخدمات العلمية