الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                [ ص: 92 ] 4019 4020 ص: فإن قال قائل: فقد روي عن أصحاب رسول الله -عليه السلام- خلاف ما صححتم عليه هذه الآثار، وذكر ما حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا ابن أبي مريم ، قال: ثنا موسى بن يعقوب ، عن مصعب بن ثابت ، عن عمه عامر بن [عبد] الله بن الزبير ، عن أبيه: " ، أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- كان يهلل يوم عرفة حتى يروح".

                                                حدثنا يونس ، قال: ثنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة -رضي الله عنها-: "أنها كانت تترك التلبية إذا راحت إلى الموقف". ،

                                                التالي السابق


                                                ش: اعترض هذا القائل على أهل المقالة الثانية بأثرين:

                                                أحدهما: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم المصري شيخ البخاري ، عن موسى بن يعقوب بن عبد الله الزمعي المدني وثقه يحيى وضعفه ابن المديني وعن أبي داود: صالح. روى له الأربعة.

                                                عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، فيه مقال، فعن أحمد: ضعيف الحديث. وعن ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط.

                                                عن عمه عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام روى له الجماعة.

                                                والآخر: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ... إلى آخره، ورجاله كلهم رجال الصحيح.

                                                وأخرجه مالك في "موطئه" .

                                                قوله: "كان يهل يوم عرفة حتى يروح" أراد أنه كان يهل بالتلبية إلى أن يروح إلى الموقف، ويقال: حتى يروح إلى المصلى ليجمع بين الظهر والعصر،

                                                [ ص: 93 ] ففي هذا اختلف قول مالك فيما يستحب من ذلك، فروى عنه ابن المواز: يقطع التلبية إذا زاغت الشمس، وروى عنه ابن القاسم: إذا راح إلى المصلى، وروى عنه أشهب: إذا راح إلى الموقف، واختاره سحنون. وروى ابن المواز عن مالك: يقطع التلبية إذا وقف بعرفة.




                                                الخدمات العلمية