الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4425 ص: وما في هذا الباب عن أصحاب رسول الله -عليه السلام- وتابعيهم فأكثر من أن يستقصى، ولكنا حذفنا ذلك من كتابنا هذا؛ لكثرته وطوله، فلما تواترت الأخبار عن رسول الله -عليه السلام- بالنهي عن وطء المرأة في دبرها، ثم جاء عن أصحابه وعن

                                                [ ص: 464 ] تابعيهم ما يوافق ذلك، وجب القول به وترك ما خالفه، وهذا أيضا قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، -رحمهم الله-.

                                                التالي السابق


                                                ش: قوله: "وما". في محل الرفع على الابتداء، وخبره قوله: "فأكثر من أن يستقصى"، ودخول الفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط.

                                                قوله: "فلما تواترت" أي تكاثرت وتظاهرت.

                                                وقوله: "وجب القول"، جواب "لما".

                                                قوله: "وهذا أيضا". إشارة إلى ما ذكره من قوله بالنهي عن وطء المرأة في دبرها.

                                                ووجه القياس أيضا يقتضي ذلك؛ لأن العقل السليم، والطبع المستقيم لا يميل إلى موضع النجاسة لاستقذاره إياها، ولا يقع ذلك إلا عن فرط شبق وكثافة طبع، فيصير في ذلك من يفعله شبيه حيوان لا يميز بين المحلين عند شدة الغلمة.




                                                الخدمات العلمية