الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4087 ص: وكان من الحجة لهم على أهل المقالة الأولى في نحر النبي -عليه السلام- لذلك الهدي الذي نحره [بالحديبية] لما صد عن الحرم، وتصدق بلحمه بقديد، أن قوما قد زعموا أن نحره إياه كان في الحرم.

                                                حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال: ثنا مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد ، عن إسرائيل ، عن مجزأة بن زاهر ، عن ناجية بن جندب الأسلمي ، -رضي الله عنه- قال: "أتيت النبي -عليه السلام- حين صد الهدي فقلت يا رسول الله، ابعث معي بالهدي فلأنحره في الحرم، . قال: وكيف يا جندب؟ قال: آخذ به في أودية لا يقدرون علي فيها فبعثه معي حتى نحرته في الحرم". .

                                                فقد دل هذا الحديث أن هدي النبي -عليه السلام- ذلك نحر في الحرم. .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وكان من الدليل والبرهان لأهل المقالة الثانية وأراد منها الجواب عما احتجت به أهل المقالة الأولى فيما ذهبوا إليه بنحره -عليه السلام- في الحديبية، وبين ذلك بوجهين:

                                                أحدهما: ما أشار إليه بقوله: إن قوما زعموا أن نحره إياه كان في الحرم، أي أن نحر النبي -عليه السلام- هديه إنما كان في الحرم، ولم يكن في الحل، واستدلوا على ذلك بحديث ناجية بن جندب الأسلمي فإنه يدل على أن هديه -عليه السلام- قد نحر في الحرم.

                                                [ ص: 166 ] وأراد بالقوم هؤلاء: عطاء بن أبي رباح والنخعي وطاوسا ومحمد بن إسحاق، فإنهم ادعوا ذلك محتجين بالحديث المذكور.

                                                وأخرجه عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن مخول -بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد الواو- بن إبراهيم بن مخول النهدي الكوفي، رافضي ولكنه صدوق، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي روى له الجماعة، عن مجزأة -بفتح الميم، وكسرها بعضهم، وسكون الجيم، وفتح الزاي المعجمة بعدها همزة، قاله الجياني، وقال غيره: لا تهمز- ابن زاهر بن الأسود الأسلمي الكوفي، قال أبو حاتم والنسائي: ثقة. روى له البخاري ومسلم والنسائي .

                                                عن ناجية بن جندب بن كعب، وقيل: ناجية بن كعب بن جندب بن عمر بن معمر الأسلمي صاحب بدن النبي -عليه السلام-.

                                                وأخرجه النسائي بسند صحيح، عن ناجية بن جندب نحوه.




                                                الخدمات العلمية