الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4086 ص: حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: ثنا سفيان بن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن أبيه ، عن سباع بن ثابت ، عن أم كرز قالت: "أتيت النبي -عليه السلام- بالحديبية أسأله عن لحوم الهدي".

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، وأبو بكر اسمه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة صاحب "المسند" و"المصنف"، وشيخ البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه ، وعبيد الله بن أبي يزيد المكي روى له الجماعة، وأبوه أبو يزيد المكي مولى آل قارظ حلفاء بني زهرة، وثقه ابن حبان، وروى له الأربعة غير النسائي ، وسباع بن ثابت حليف بني زهرة وثقه ابن حبان وروى له الأربعة، وأم كرز الكعبية الخزاعية المكية الصحابية.

                                                وأخرجه النسائي: أنا [عبيد الله بن سعيد] نا سفيان ، عن عبيد الله -وهو ابن أبي يزيد- عن سباع بن ثابت ، عن أم كرز قالت: "أتيت النبي -عليه السلام- بالحديبية [أسأله] عن لحوم الهدي فسمعته يقول: على الغلام شاتان، وعلى الجارية شاة، لا يضركم ذكرانا كن أم إناثا".

                                                [ ص: 163 ] وأخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه، ولكن ليس في رواياتهم السؤال عن لحوم الهدي.

                                                وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": نا سفيان، نا عبيد الله بن أبي يزيد ، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، سمعه من أم كرز الكعبية التي تحدث عن النبي -عليه السلام-[قالت]: "سمعت النبي -عليه السلام- بالحديبية وذهبت أطلب من اللحم: عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة، لا يضركم ذكرانا كن أم إناثا، قالت: وسمعت النبي -عليه السلام- يقول: أقروا الطير على مكناتها".

                                                فهذا كما ترى نحو رواية الطحاوي عن عبيد الله بن أبي زيد ، عن سباع، وليس فيه ذكر عن أبيه، وكلاهما صحيح؛ لأن عبيد الله هذا روى عن أبيه، عن سباع، وروى عن سباع أيضا.

                                                قوله: "بالحديبية" أي حال كون النبي -عليه السلام- بالحديبية -بضم الحاء وفتح الدال وسكون الياء آخر الحروف وكسر الباء الموحدة وفتح الياء آخر الحروف- وكثير من المحدثين يشددون هذه الياء، وهي قرية كبيرة من مكة سميت ببئر هناك، وقد استوفينا الكلام فيها مرة.

                                                قوله: "عن لحوم الهدي" أي الهدي الذي ذبحه رسول الله -عليه السلام- هناك لأجل إحلاله من عمرته التي صد عنها.




                                                الخدمات العلمية