الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4383 4384 4385 ص: وقد روي هذا القول بعينه عن عائشة -رضي الله عنها-:

                                                حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا عمرو بن خالد، قال: ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن أيوب ، عن أبي قلابة: " ، أن رجلا سأل عائشة: : ( ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؟ قالت: كل شيء إلا فرجها".

                                                [ ص: 426 ] حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا عبيد الله ، عن أيوب ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عائشة، ، مثل ذلك.

                                                حدثنا ربيع المؤذن ، قال: ثنا شعيب بن الليث ، قال: ثنا الليث ، عن بكير ، عن أبي مرة مولى عقيل ، عن حكيم بن عقال ، قال: "سألت عائشة : ( عما يحرم علي من امرأتي إذا حاضت، قالت: فرجها".

                                                فهذا وجه هذا الباب من طريق تصحيح معاني الآثار.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي هذا القول الذي روي عن أنس ، عن النبي -عليه السلام-: "اصنعوا كل شيء إلا الجماع" بعينه عن عائشة -رضي الله عنها-.

                                                وأخرجه من ثلاث طرق:

                                                الأول: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن عمرو بن خالد بن فروخ الجزري الحراني نزيل مصر وشيخ البخاري ، عن عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الرقي ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي .

                                                وهؤلاء كلهم رجال الصحيح ما خلا إبراهيم، ولكن هذا مرسل؛ لأن أبا قلابة لم يدرك عائشة، وفي "التكميل": حدث أبو قلابة عن جماعة من الصحابة ولم يدركهم؛ منهم: حذيفة وابن عباس وابن عمر وعمر بن الخطاب ومعاوية والنعمان بن بشير وأبو ثعلبة وأبو هريرة وعائشة -رضي الله عنهم- وروى عن أنس بن مالك الأنصاري وأنس بن مالك الكعبي وسمرة بن جندب .

                                                الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي أيضا، عن عمرو بن خالد أيضا، عن عبيد الله الرقي أيضا، عن أيوب السختياني أيضا، عن أبي معشر زياد بن كليب ، عن إبراهيم النخعي ، عن مسروق ، عن عائشة -رضي الله عنها-.

                                                وهذا إسناد صحيح متصل.

                                                [ ص: 427 ] وأخرجه ابن حزم: من حديث أيوب ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم النخعي ، عن مسروق قال: "سألت عائشة: ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ قالت: كل شيء إلا الفرج".

                                                الثالث: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي ، عن شعيب بن الليث ، عن أبيه الليث بن سعد ، عن بكير بن عبد الله الأشج ، عن أبي مرة يزيد مولى عقيل بن أبي طالب روى له الجماعة، عن حكيم بن عقال العجلي البصري، ذكره ابن حبان في الثقات التابعين.

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه": من حديث الليث ، عن بكير ، عن أبي مرة مولى عقيل ، عن حكيم بن عقال أنه قال: "سألت عائشة: ما يحرم علي من امرأتي وأنا صائم؟ قالت: فرجها، قلت: ما يحرم علي من امرأتي إذا حاضت؟ قالت: فرجها".




                                                الخدمات العلمية