الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بقول مع نية . كرجعت وأمسكتها ، أو نية على الأظهر ، وصحح خلافه ، .

[ ص: 181 ] أو بقول ولو هزلا في الظاهر لا الباطن ، لا بقول محتمل بلا نية كأعدت الحل ، ورفعت التحريم ; .

التالي السابق


وصلة يرتجع ( بقول ) صريح أو محتمل ( مع نية ) لارتجاعها به فالصريح ( كرجعت ) زوجتي وأرتجعها ورددتها لنكاحي ( و ) المحتمل ك ( أمسكتها ) إذ يحتمل لنكاحي ويحتمل لغيره ( أو ) ب ( نية ) أي كلام نفسي عطف على قول فتصح الرجعة بها ( على الأظهر ) عند ابن رشد في المقدمات وهو مخرج عنده ، وعند اللخمي على أحد قولي مالك " رضي الله عنه " بلزوم الطلاق واليمين بها وهي رجعة في الباطن لا في الظاهر ، فإذا انقضت العدة فله معاشرتها معاشرة الأزواج فيما بينه وبين الله تعالى وإن رفع للقاضي معه منها وإن ماتت بعد انقضائها حل له إرثها باطنا لا ظاهرا .

( وصحح ) بضم فكسر مثقلا ( خلافه ) أي عدم صحة الرجعة بالنية . ابن بشير هذا هو المذهب وهو المنصوص في الموازية ورد تخريج اللخمي . " غ " وقد أوضحت الكلام [ ص: 181 ] على هذا في تكميل التقييد وتحليل التعقيد ( أو بقول ) صريح مع نية ، بل ( ولو ) كان ( هزلا ) أي مجردا عن النية فهو رجعة ( في الظاهر ) فتلزمه نفقتها وكسوتها والقسم لها ( لا ) في ( الباطن ) ولا يجوز له الخلوة بها ولا الاستمتاع ولا إرثها إن ماتت بعد تمام عدتها . ابن عاشر المطوي في ولو ما ليس بهزل ولا جد إذ لا يتصور الجد مع فقد النية ، والذي يظهر في كلام المصنف أن قوله : بقول مع نية مخصوص بالمحتمل بدليل تمثيله بأمسكتها ، ورجعت بدون زوجتي فإنه من المحتمل ، وقوله : أو بقول ولو هزلا أي بقول صريح مع نية ، بل ولو مجردا عنها وهو الهزل ، إذ ظاهر كلام ابن رشد أن الصريح المجرد عن النية هو الهزل وبهذا ينتفي التكرار فيه ( لا ) تصح الرجعة بقول محتمل لها ولغيرها بلا ( نية ) للرجعة به ( كأعدت الحل ) بكسر الحاء المهملة إذ يحتمل لي ويحتمل لغيري ( ورفعت التحريم ) يحتمل عني ويحتمل عن غيري .




الخدمات العلمية