الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 47 ] أو قال لمن اسمها طالق : يا طالق وقبل منه في طارق : التفات لسانه

التالي السابق


( أو قال ) الزوج ( لمن ) أي زوجته التي ( اسمها طالق ) باللام ( يا طالق ) قاصدا به نداءها فلا تطلق في الفتيا ، ولا في القضاء ، فإن أسقط حرف النداء فإن قامت عليه قرينة أو على الطلاق عمل بها وإن لم تقم قرينة على أحدهما وادعى قصد النداء قبل قوله في الفتيا فقط . ابن الحاجب ولا أثر لقصد لفظ يظهر منه غير الطلاق كقوله لمن اسمها طالق يا طالق .

( وقبل ) بضم فكسر ( منه ) أي الزوج ( في ) نداء من اسمها ( طارق ) بالراء بيا طالق باللام ونائب فاعل قبل ( التفات لسانه ) من الراء للام بلا قصد في الفتيا فقط بدليل تغييره أسلوب ما قبله ، فإن أسقط حرف النداء مع إبدال الراء لاما وادعى التفاف لسانه فلا يقبل منه . ابن غازي وقبل منه التفاف لسانه التواؤه وهو بفاءين مكتنفين الألف ومن جعل بعد الألف تاء مثناة من فوق فقد صحف ا هـ تت . هذا غير صواب ففي القاموس لفته يلفته لواه وصرفه عن رأيه ا هـ طفي . قيل لا دلالة في كلام القاموس لأن لفت مصحوب بالقصد وكلامنا في غيره ، لأن لفته إذا صرفه عن رأيه بقصد منه وتحيل ومنه قوله تعالى { لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا } ا هـ وفيه نظر ، بل فيه دلالة لأن القصد في لفت لا في التفت لأنه يقال لفته يلفته فالتفت أي صرفه فانصرف ، أي قبل انصرافه عن المقصود . [ ص: 48 ] ورد كلام ابن غازي بأن في الصحاح ما يشهد للمصنف فإنه قال فيه : اللفت بالفتح اللي ، وفي الحديث في قراء المنافقين { يلفتونه بألسنتهم } كما تلفت الدابة الخلا الحشيش ، ويقال التفت ملفتا وتلفتا وهو الأكثر . ا هـ . وفيه نظر لأنه ليس فيه ما يدل على أنه يقال التفات والنزاع إنما هو في هذا . البناني لا وجه لهذا التنظير ، لأنه مصدر غير الثلاثي وهو قياسي وإن لم يسمع كما في الألفية والمرادي وغيرهما على أنه مصرح به في القاموس ، ونصه لفته يلفته لواه وصرفه عن رأيه ومنه الالتفات واللفت .




الخدمات العلمية