[ ص: 15 ] 151 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المراد بقول الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ... الآية .
985 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية ، حدثنا
محمد بن الصلت ، حدثنا
أبو كدينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28862_28992_31980_32011_34055لما نزلت هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ... الآية - قال المشركون : فإن عيسى - صلى الله عليه وسلم - يعبد ، وعزير - صلى الله عليه وسلم - والشمس والقمر . فأنزل الله: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عيسى وعزير صلوات الله عليهما .
986 - حدثنا
عبيد بن رجال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14161الحسن بن علي الحلواني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر بن عياش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ، عن
أبي رزين ، عن
أبي يحيى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28862_28992_31980_32011_32300_34055آية في كتاب الله لا يسألني الناس عنها ، ولا أدري أعرفوها فلا يسألوني عنها ؟ أم جهلوها فلا يسألوني عنها ؟ قيل : وما هي ؟ قال : آية لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون [ ص: 16 ] شق ذلك على أهل مكة ، وقالوا : شتم محمد آلهتنا ! فقام ابن الزبعرى فقال : ما شأنكم ؟ قالوا : شتم محمد آلهتنا ! قال : وما قال ؟ قالوا : قال : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون . قال : ادعوه لي .
فدعي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فقال ابن الزبعرى : يا محمد ، هذا شيء لآلهتنا خاصة ؟ أم لكل من عبد من دون الله ؟ قال : بل لكل من عبد من دون الله عز وجل . قال : فقال : خصمناه ورب هذه البنية ! يا محمد ، ألست تزعم أن عيسى عبد صالح وعزيرا عبد صالح والملائكة عباد صالحون ؟ قال : بلى . قال : فهذه النصارى يعبدون عيسى ، وهذه اليهود تعبد عزيرا ، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة !
قال : فضج أهل مكة ، فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم منا الحسنى عيسى وعزير والملائكة nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101أولئك عنها مبعدون . قال : ونزلت nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وهو الصحيح .
[ ص: 17 ] 987 - حدثنا
محمد بن سنان الشيزري ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام بن عمار ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود ، عن
أبي رزين ، عن
أبي يحيى مولى ابن عفراء الأنصاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=683614nindex.php?page=treesubj&link=29014_29571_30554_31465_31993_31998_32300أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لقريش : يا معشر قريش ، لا خير مع أحد يعبد من دون الله عز وجل ! قالت : ألست تزعم أن عيسى - صلى الله عليه وسلم - كان نبيا وكان عبدا صالحا ؟ فإن كنت صادقا فإنه كآلهتهم ، فأنزل الله عز وجل nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون يعني يضجون ( وإنه لعلم للساعة ) . [ قال : هو ] خروج عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - قبل يوم القيامة .
هكذا قال : لعلم بالفتح .
[ ص: 18 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر :
وأبو يحيى هذا روى عنه
المكيون والكوفيون جميعا .
988 - حدثنا
أحمد بن داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12404إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، حدثنا
يزيد بن أبي حكيم ، حدثنا
الحكم بن أبان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28862_28992_31980_32011_32300_34055جاء عبد الله بن الزبعرى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا محمد ، تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون فقد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى صلوات الله عليهم ، أوكل هؤلاء في النار مع آلهتنا ؟ فأنزل الله عز وجل nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ونزلت nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون .
[ ص: 19 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فقال قائل : ففي هذه الآثار أن المشركين عند نزول الآية الأولى من هاتين الآيتين اللتين في هذا الحديث ضجوا من ذلك ، وقالوا للمسلمين محتجين عليهم : فإن
عيسى يعبد
وعزير يعبد ، ومن ذكروا معهما في هذا الحديث ، وهم مع شركهم أهل فصاحة ، ليس ممن يجري على ألسنتهم اللحن في كلامهم .
و ( ما ) فإنما تقال لغير بني آدم ، ويقال مكانها لبني آدم : ( من ) ، كما قال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29ومن يقل منهم إني إله من دونه ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68ومن يفعل ذلك يلق أثاما في أمثال ذلك مما يريد به بني آدم .
وقال في سوى بني آدم :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب لغير بني آدم .
وفيما رويتموه وأضفتموه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قد ذكرتموه في هذا الحديث من هذا الجنس ، وفي إحدى الآيتين اللتين تلوتموها فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون أريد به بنو آدم .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن ( من ) و ( ما ) في الأكثر من كلام العرب يخرجان على ما ذكر ، وقد تستعمل العرب أيضا في كلامها في بني آدم ( ما ) كما تستعمل ( من ) ، وإن كان ذلك مما لا تستعمله فيهم كثيرا كما تستعمل فيهم ( من )
ومن ذلك قول الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم مكان " إلا من ملكت أيمانكم " . وقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=1سبح لله ما في السماوات والأرض و
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=1يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض . وقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3ووالد وما ولد يعني
آدم - صلى الله عليه وسلم - وما ولد .
وفيما ذكرنا من هذا دليل على ما وصفنا ، وفيما رويناه في هذه الآثار ما قد دل على أن القول في القراءة المختلف فيها من قول الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57إذا قومك منه يصدون [ ص: 20 ] بالكسر ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57يصدون بالضم ، هو كما قرأ من قرأها بالكسر ؛ لأن من قرأها بالضم أراد الصدود ، ومن قرأها بالكسر أراد الضجيج . وإنما كان نزولها عند ضجيج المشركين كما نزلت هذه الآية الأولى من الآيتين المذكورتين في هذا الحديث .
وهذه القراءة في المعنى أصح أيضا عند أهل اللغة ؛ لأنها لو كانت على الصدود لكانت "إذا قومك عنه يصدون " كمثل ما قال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله . وكما قال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=1الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم . وكما قال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33وصدوا عن السبيل . وكما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وصدوكم عن المسجد الحرام .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إنكاره في قراءة
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57إذا قومك منه يصدون بالضم .
كما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14976يوسف بن زيد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
عبد الله بن حبيب ، عن
القاسم بن أبي بزة ، عن
سعيد بن معبد ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=29014_29571_31465قال لي nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : عمك عبيد بن عمير ، كيف يلحن في هذا ؟ يقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57إذا قومك منه يصدون وإنما هي nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57يصدون يضجون ؟ [ ص: 21 ] فأخبر
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في هذا الحديث بحقيقة القراءة لهذا الحرف كيف هي ، وكذلك قرأها أكثر
الكوفيين .
فقال قائل : فقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أن نزول
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون في خلاف المعنى الذي رويتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن نزولها كان فيه .
وذكر ما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15551بكار بن قتيبة nindex.php?page=showalam&ids=17362ويزيد بن سنان قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر ، عن
يوسف بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=7768محمد بن حاطب قال :
nindex.php?page=treesubj&link=24911_28992_29571_31273_31312سمعت nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه يخطب ، وتلا هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم منا الحسنى الآية . قال : نزلت في عثمان وأصحابه ، أو قال : عثمان منهم .
[ ص: 22 ] فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه أن قد يحتمل أن يكون علي أراد بما روي عنه في هذا الحديث أن
عثمان رضي الله عنه ممن سبقت له الحسنى المذكورين في هذه الآية ؛ لأن الآية نزلت في من سبقت له الحسنى من الله عز وجل ، فمنهم
عيسى ومنهم
عزير ومنهم الملائكة ، ومنهم من سواهم ممن سبقت لهم الحسنى من الله عز وجل ، منهم
عثمان وأصحابه .
فبان بحمد الله عز وجل ونعمته أن جميع ما رويناه في هذا الباب لا يضاد شيء منه شيئا .
[ ص: 15 ] 151 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ... الْآيَةَ .
985 - حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أَبُو أُمَيَّةَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو كُدَيْنَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16571عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28862_28992_31980_32011_34055لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ... الْآيَةَ - قَالَ الْمُشْرِكُونَ : فَإِنَّ عِيسَى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْبَدُ ، وَعُزَيْرٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ . فَأَنْزَلَ اللهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عِيسَى وَعُزَيْرٌ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا .
986 - حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ رِجَالٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14161الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ ، عَنْ
أَبِي رَزِينٍ ، عَنْ
أَبِي يَحْيَى ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28862_28992_31980_32011_32300_34055آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ لَا يَسْأَلُنِي النَّاسُ عَنْهَا ، وَلَا أَدْرِي أَعَرَفُوهَا فَلَا يَسْأَلُونِي عَنْهَا ؟ أَمْ جَهِلُوهَا فَلَا يَسْأَلُونِي عَنْهَا ؟ قِيلَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : آيَةٌ لَمَّا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ [ ص: 16 ] شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، وَقَالُوا : شَتَمَ مُحَمَّدٌ آلِهَتَنَا ! فَقَامَ ابْنُ الزِّبَعْرَى فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟ قَالُوا : شَتَمَ مُحَمَّدٌ آلِهَتَنَا ! قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ قَالُوا : قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ . قَالَ : ادْعُوهُ لِي .
فَدُعِيَ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَى : يَا مُحَمَّدُ ، هَذَا شَيْءٌ لِآلِهَتِنَا خَاصَّةً ؟ أَمْ لِكُلِّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ ؟ قَالَ : بَلْ لِكُلِّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ : فَقَالَ : خَصَمْنَاهُ وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ ! يَا مُحَمَّدُ ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى عَبْدٌ صَالِحٌ وَعُزَيْرًا عَبْدٌ صَالِحٌ وَالْمَلَائِكَةَ عِبَادٌ صَالِحُونَ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَهَذِهِ النَّصَارَى يَعْبُدُونَ عِيسَى ، وَهَذِهِ الْيَهُودُ تَعْبُدُ عُزَيْرًا ، وَهَذِهِ بَنُو مَلِيحٍ تَعْبُدُ الْمَلَائِكَةَ !
قَالَ : فَضَجَّ أَهْلُ مَكَّةَ ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى عِيسَى وَعُزَيْرٌ وَالْمَلَائِكَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ . قَالَ : وَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَهُوَ الصَّحِيحُ .
[ ص: 17 ] 987 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّيْزَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17246هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16130شَيْبَانُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ، عَنْ
أَبِي رَزِينٍ ، عَنْ
أَبِي يَحْيَى مَوْلَى ابْنِ عَفْرَاءَ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=683614nindex.php?page=treesubj&link=29014_29571_30554_31465_31993_31998_32300أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِقُرَيْشٍ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، لَا خَيْرَ مَعَ أَحَدٍ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ! قَالَتْ : أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ نَبِيًّا وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا ؟ فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَإِنَّهُ كَآلِهَتِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ يَعْنِي يَضِجُّونَ ( وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ ) . [ قَالَ : هُوَ ] خُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
هَكَذَا قَالَ : لَعَلَمٌ بِالْفَتْحِ .
[ ص: 18 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695أَبُو جَعْفَرٍ :
وَأَبُو يَحْيَى هَذَا رَوَى عَنْهُ
الْمَكِّيُّونَ وَالْكُوفِيُّونَ جَمِيعًا .
988 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12404إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28862_28992_31980_32011_32300_34055جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ فَقَدْ عُبِدَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالْمَلَائِكَةُ وَعُزَيْرٌ وَعِيسَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، أَوَكُلُّ هَؤُلَاءِ فِي النَّارِ مَعَ آلِهَتِنَا ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ وَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ .
[ ص: 19 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695أَبُو جَعْفَرٍ : فَقَالَ قَائِلٌ : فَفِي هَذِهِ الْآثَارِ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ عِنْدَ نُزُولِ الْآيَةِ الْأُولَى مِنْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ضَجُّوا مِنْ ذَلِكَ ، وَقَالُوا لِلْمُسْلِمِينَ مُحْتَجِّينَ عَلَيْهِمْ : فَإِنَّ
عِيسَى يُعْبَدُ
وَعُزَيْرٌ يُعْبَدُ ، وَمَنْ ذَكَرُوا مَعَهُمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَهُمْ مَعَ شِرْكِهِمْ أَهْلُ فَصَاحَةٍ ، لَيْسَ مِمَّنْ يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَتِهِمُ اللَّحْنُ فِي كَلَامِهِمْ .
وَ ( مَا ) فَإِنَّمَا تُقَالُ لِغَيْرِ بَنِي آدَمَ ، وَيُقَالُ مَكَانَهَا لِبَنِي آدَمَ : ( مَنْ ) ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا فِي أَمْثَالِ ذَلِكَ مِمَّا يُرِيدُ بِهِ بَنِي آدَمَ .
وَقَالَ فِي سِوَى بَنِي آدَمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ لِغَيْرِ بَنِي آدَمَ .
وَفِيمَا رَوَيْتُمُوهُ وَأَضَفْتُمُوهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا قَدْ ذَكَرْتُمُوهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ ، وَفِي إِحْدَى الْآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَلَوْتُمُوهَا فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ أُرِيدَ بِهِ بَنُو آدَمَ .
فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ أَنَّ ( مَنْ ) وَ ( مَا ) فِي الْأَكْثَرِ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يَخْرُجَانِ عَلَى مَا ذُكِرَ ، وَقَدْ تَسْتَعْمِلُ الْعَرَبُ أَيْضًا فِي كَلَامِهَا فِي بَنِي آدَمَ ( مَا ) كَمَا تَسْتَعْمِلُ ( مَنْ ) ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِمَّا لَا تَسْتَعْمِلُهُ فِيهِمْ كَثِيرًا كَمَا تَسْتَعْمِلُ فِيهِمْ ( مَنْ )
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مَكَانَ " إِلَّا مَنْ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=1سَبَّحَ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=1يُسَبِّحُ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=3وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ يَعْنِي
آدَمَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا وَلَدَ .
وَفِيمَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذَا دَلِيلٌ عَلَى مَا وَصَفْنَا ، وَفِيمَا رَوَيْنَاهُ فِي هَذِهِ الْآثَارِ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْقَوْلَ فِي الْقِرَاءَةِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا مِنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [ ص: 20 ] بِالْكَسْرِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57يَصِدُّونَ بِالضَّمِّ ، هُوَ كَمَا قَرَأَ مَنْ قَرَأَهَا بِالْكَسْرِ ؛ لِأَنَّ مَنْ قَرَأَهَا بِالضَّمِّ أَرَادَ الصُّدُودَ ، وَمَنْ قَرَأَهَا بِالْكَسْرِ أَرَادَ الضَّجِيجَ . وَإِنَّمَا كَانَ نُزُولُهَا عِنْدَ ضَجِيجِ الْمُشْرِكِينَ كَمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْأُولَى مِنَ الْآيَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ .
وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ فِي الْمَعْنَى أَصَحُّ أَيْضًا عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ ؛ لِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ عَلَى الصُّدُودِ لَكَانَتْ "إِذَا قَوْمُكَ عَنْهُ يَصُدُّونَ " كَمِثْلِ مَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ . وَكَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=1الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ . وَكَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=33وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ . وَكَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ إِنْكَارُهُ فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ بِالضَّمِّ .
كَمَا حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14976يُوسُفُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17211نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29014_29571_31465قَالَ لِي nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : عَمُّكَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ ، كَيْفَ يَلْحَنُ فِي هَذَا ؟ يَقْرَأُ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَإِنَّمَا هِيَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57يَصِدُّونَ يَضِجُّونَ ؟ [ ص: 21 ] فَأَخْبَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِحَقِيقَةِ الْقِرَاءَةِ لِهَذَا الْحَرْفِ كَيْفَ هِيَ ، وَكَذَلِكَ قَرَأَهَا أَكْثَرُ
الْكُوفِيِّينَ .
فَقَالَ قَائِلٌ : فَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ نُزُولَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ فِي خِلَافِ الْمَعْنَى الَّذِي رَوَيْتُمْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نُزُولَهَا كَانَ فِيهِ .
وَذَكَرَ مَا حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15551بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=17362وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14724أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11937أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7768مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=24911_28992_29571_31273_31312سَمِعْتُ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْطُبُ ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى الْآيَةَ . قَالَ : نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ وَأَصْحَابِهِ ، أَوْ قَالَ : عُثْمَانُ مِنْهُمْ .
[ ص: 22 ] فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ أَنْ قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَلِيٌّ أَرَادَ بِمَا رُوِيَ عَنْهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ
عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِمَّنْ سَبَقَتْ لَهُ الْحُسْنَى الْمَذْكُورِينَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ؛ لِأَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي مَنْ سَبَقَتْ لَهُ الْحُسْنَى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمِنْهُمْ
عِيسَى وَمِنْهُمْ
عُزَيْرٌ وَمِنْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ سِوَاهُمْ مِمَّنْ سَبَقَتْ لَهُمُ الْحُسْنَى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مِنْهُمْ
عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ .
فَبَانَ بِحَمْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنِعْمَتِهِ أَنَّ جَمِيعَ مَا رَوَيْنَاهُ فِي هَذَا الْبَابِ لَا يُضَادُّ شَيْءٌ مِنْهُ شَيْئًا .