[ ص: 170 ] 817 - باب بيان مشكل تأويل قول الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فما لكم في المنافقين فئتين الآية ، بما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك
5172 - حدثنا
أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة بن أبي خليفة الرعيني ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي قال :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة بن سوار ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16558عدي بن ثابت ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16474عبد الله بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_28975_28980_29004_29034_30686_30720_32267ذكر المنافقون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال فريق : نقتلهم ، وفريق : لا نقتلهم ، فأنزل الله - عز وجل - : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فما لكم في المنافقين فئتين الآية .
[ ص: 171 ] فكان هذا الحديث عندنا مما لم يضبطه
شبابة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ; لأن الذي فيه : أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا في المنافقين فئتين ، فئة تقول : نقتلهم ، وفئة تقول : لا نقتلهم ، وإن الله أنزل هذه الآية في ذلك ، وقد كان المنافقون في مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بالمدينة غير متعرضين من قبل رسول الله بقتل ولا بما سواه .
وكان - صلى الله عليه وسلم - يحملهم على علانيتهم ، وعلى ما كانوا يظهرون له من أمورهم ، وإن كان قد وقف من باطنهم على خلاف ذلك مما أعلمه الله - عز وجل - منهم ، وما دله عليه بقوله فيما أنزل عليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ، ولم يغره - عز وجل - بهم ، ولا كان منه - صلى الله عليه وسلم - فيهم بعد علمه بما كان الله - عز وجل - أعلمه عنهم مما كانوا عليه من الكفر الذي كانوا يسرونه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ثم أتبع ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون .
وبما أنزل الله - عز وجل - عليه - صلى الله عليه وسلم - فيهم من قوله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=84ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله الآية .
[ ص: 172 ] ومن إخباره بمصيرهم الذي يصيرون إليه في الآخرة ، بقول الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=145إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار الآية .
وفيما ذكرنا دليل على بعد هذا الحديث عن المعنى الذي حدث به
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فيهم .
ثم نظرنا في رواية غير
شبابة إياه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة : كيف هي . ؟
5173 - فوجدنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق قد حدثنا ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15538بشر بن عمر الزهراني ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16558عدي بن ثابت ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16474عبد الله بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=105013nindex.php?page=treesubj&link=28975_30797_32267أن قوما خرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد ، فرجعوا ، فاختلفوا فيهم ، فقالت فرقة : نقتلهم ، وقالت فرقة : لا نقتلهم ، فنزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا .
5174 - ووجدنا
أحمد بن داود بن موسى قد حدثنا ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد بن مسرهد ، قال : حدثنا
أمية بن خالد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16558عدي بن ثابت ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16474عبد الله بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30797_32267لما غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدا ، رجع أناس من أصحابه ، فكان الناس فرقتين ، منهم من يقول : نقتلهم ، ومنهم من [ ص: 173 ] يقول : لا نفعل ، فأنزل الله - عز وجل - فيهم : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88والله أركسهم بما كسبوا .
فكان في هذا الحديث ما قد دلنا على المعنى الذي من أجله كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم فئتين : فئة تقول : نقتلهم ، وفئة : لا نقتلهم ، وأن ذلك كان لتركهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد خروجهم معه إلى قتال أعدائه بأحد ، ورجوعهم إلى ما سواها ، فحل بذلك قتلهم ، وصاروا به حربا لله ولرسوله وللمؤمنين .
ثم طلبنا أن نعلم الموضع الذي كانوا رجعوا إليه ، أي المواضع هو . ؟
5175 - فوجدنا
أحمد بن داود قد حدثنا ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16558عدي بن ثابت ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16474عبد الله بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30720_30723_30794رجع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ناس يوم أحد ، فقال بعض الناس : نقتلهم ، وقال بعضهم : لا نقتلهم ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فما لكم في المنافقين فئتين .
قال nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت : وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنها لتنفي الرجل كما تنفي النار الفضة .
[ ص: 174 ] وكان قوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث : " إنها تنفي الرجل كما تنفي النار الفضة " : يعني
المدينة ، فعقلنا بذلك أن رجوعهم كان إلى غيرها لا إليها ، ووجدنا القرآن قد دل على ذلك بقول الله - عز وجل - بعقب هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله والمهاجر فإنما كان إلى
المدينة ، لا من
المدينة إلى ما سواها .
ثم نظرنا هل روي شيء يدل على الموضع الذي كانوا رجعوا إليه ؟ فلم نجد في ذلك غير :
5176 - ما قد حدثناه
ابن أبي مريم ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17275ورقاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح ، ولم يتجاوزه به - وقد كان
أبو شريح محمد بن زكريا حدثنا ، قال : قال لنا
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي : كل ما حدثتكم به عن
ورقاء ، فهو عن
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد - :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30686_30797_32267nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فما لكم في المنافقين فئتين ، قوم خرجوا من مكة حتى جاؤوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ، ثم ارتدوا بعد ذلك ، فاستأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة ليأخذوا بضائع لهم يتجرون فيها ، فاختلف فيهم المؤمنون ، فقائل يقول : هم منافقون ، وقائل يقول : هم مؤمنون ، فبين الله - عز وجل - نفاقهم ، وأمر بقتالهم .
[ ص: 175 ] فهذا الذي وقفنا عليه من تأويل هذه الآية ، والله نسأله التوفيق .
[ ص: 170 ] 817 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ تَأْوِيلِ قَوْلِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ الْآيَةَ ، بِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ذَلِكَ
5172 - حَدَّثَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَّةَ بْنِ أَبِي خَلِيفَةَ الرُّعَيْنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14695أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الْأَزْدِيُّ قَالَ :
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16087شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16558عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16474عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_28975_28980_29004_29034_30686_30720_32267ذُكِرَ الْمُنَافِقُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ فَرِيقٌ : نَقْتُلُهُمْ ، وَفَرِيقٌ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ الْآيَةَ .
[ ص: 171 ] فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَنَا مِمَّا لَمْ يَضْبِطْهُ
شَبَابَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةَ ; لِأَنَّ الَّذِي فِيهِ : أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانُوا فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ ، فِئَةً تَقُولُ : نَقْتُلُهُمْ ، وَفِئَةً تَقُولُ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، وَإِنَّ اللهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ كَانَ الْمُنَافِقُونَ فِي مُقَامِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ مُتَعَرِّضِينَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللهِ بِقَتْلٍ وَلَا بِمَا سِوَاهُ .
وَكَانَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْمِلُهُمْ عَلَى عَلَانِيَتِهِمْ ، وَعَلَى مَا كَانُوا يُظْهِرُونَ لَهُ مِنْ أُمُورِهِمْ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَفَ مِنْ بَاطِنِهِمْ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ مِمَّا أَعْلَمَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْهُمْ ، وَمَا دَلَّهُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا ، وَلَمْ يُغْرِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِمْ ، وَلَا كَانَ مِنْهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ بَعْدَ عِلْمِهِ بِمَا كَانَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَعْلَمَهُ عَنْهُمْ مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ الَّذِي كَانُوا يُسِرُّونَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .
وَبِمَا أَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ مِنْ قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=84وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ الْآيَةَ .
[ ص: 172 ] وَمِنْ إِخْبَارِهِ بِمَصِيرِهِمُ الَّذِي يَصِيرُونَ إِلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، بِقَوْلِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=145إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ الْآيَةَ .
وَفِيمَا ذَكَرْنَا دَلِيلٌ عَلَى بُعْدِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْمَعْنَى الَّذِي حَدَّثَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِيهِمْ .
ثُمَّ نَظَرْنَا فِي رِوَايَةِ غَيْرِ
شَبَابَةَ إِيَّاهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةَ : كَيْفَ هِيَ . ؟
5173 - فَوَجَدْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَرْزُوقٍ قَدْ حَدَّثَنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15538بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16558عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16474عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=105013nindex.php?page=treesubj&link=28975_30797_32267أَنَّ قَوْمًا خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أُحُدٍ ، فَرَجَعُوا ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِمْ ، فَقَالَتْ فِرْقَةٌ : نَقْتُلُهُمْ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، فَنَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا .
5174 - وَوَجَدْنَا
أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ مُوسَى قَدْ حَدَّثَنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17072مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16558عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16474عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30797_32267لَمَّا غَزَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُحُدًا ، رَجَعَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَكَانَ النَّاسُ فِرْقَتَيْنِ ، مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : نَقْتُلُهُمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ [ ص: 173 ] يَقُولُ : لَا نَفْعَلُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِمْ : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا .
فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا قَدْ دَلَّنَا عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ فِئَتَيْنِ : فِئَةٌ تَقُولُ : نَقْتُلُهُمْ ، وَفِئَةٌ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، وَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِتَرْكِهِمْ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مَعَهُ إِلَى قِتَالِ أَعْدَائِهِ بِأُحُدٍ ، وَرُجُوعِهِمْ إِلَى مَا سِوَاهَا ، فَحَلَّ بِذَلِكَ قَتْلُهُمْ ، وَصَارُوا بِهِ حَرْبًا لِلهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ .
ثُمَّ طَلَبْنَا أَنْ نَعْلَمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانُوا رَجَعُوا إِلَيْهِ ، أَيُّ الْمَوَاضِعِ هُوَ . ؟
5175 - فَوَجَدْنَا
أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ قَدْ حَدَّثَنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16039سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16558عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16474عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30720_30723_30794رَجَعَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَاسٌ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : نَقْتُلُهُمْ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا نَقْتُلُهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ .
قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّهَا لَتَنْفِي الرَّجُلَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ الْفِضَّةَ .
[ ص: 174 ] وَكَانَ قَوْلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا الْحَدِيثِ : " إِنَّهَا تَنْفِي الرَّجُلَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ الْفِضَّةَ " : يَعْنِي
الْمَدِينَةَ ، فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ رُجُوعَهُمْ كَانَ إِلَى غَيْرِهَا لَا إِلَيْهَا ، وَوَجَدْنَا الْقُرْآنَ قَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِعَقِبِ هَذِهِ الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُهَاجِرُ فَإِنَّمَا كَانَ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، لَا مِنَ
الْمَدِينَةِ إِلَى مَا سِوَاهَا .
ثُمَّ نَظَرْنَا هَلْ رُوِيَ شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانُوا رَجَعُوا إِلَيْهِ ؟ فَلَمْ نَجِدْ فِي ذَلِكَ غَيْرَ :
5176 - مَا قَدْ حَدَّثَنَاهُ
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17275وَرْقَاءُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، وَلَمْ يَتَجَاوَزْهُ بِهِ - وَقَدْ كَانَ
أَبُو شُرَيْحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا ، قَالَ : قَالَ لَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ : كُلُّ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ عَنْ
وَرْقَاءَ ، فَهُوَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ - :
nindex.php?page=treesubj&link=28975_30686_30797_32267nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ ، قَوْمٌ خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ حَتَّى جَاؤُوا الْمَدِينَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مُهَاجِرُونَ ، ثُمَّ ارْتَدُّوا بَعْدَ ذَلِكَ ، فَاسْتَأْذَنُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مَكَّةَ لِيَأْخُذُوا بَضَائِعَ لَهُمْ يَتَّجِرُونَ فِيهَا ، فَاخْتَلَفَ فِيهِمُ الْمُؤْمِنُونَ ، فَقَائِلٌ يَقُولُ : هُمْ مُنَافِقُونَ ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : هُمْ مُؤْمِنُونَ ، فَبَيَّنَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - نِفَاقَهُمْ ، وَأَمَرَ بِقِتَالِهِمْ .
[ ص: 175 ] فَهَذَا الَّذِي وَقَفْنَا عَلَيْهِ مِنْ تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ .