[ ص: 522 ] 718 - باب بيان مشكل كيفية القسامة كيف كانت مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه
4587 - حدثنا ، أخبرنا يونس أن ابن وهب أخبره ، عن مالكا ، عن يحيى بن سعيد أنه أخبره بشير بن يسار عبد الله بن سهل الأنصاري ومحيصة بن مسعود خرجا إلى خيبر ، فتفرقا في حوائجهما ، فقتل عبد الله بن سهل ، فبلغ محيصة ، فأتى هو وأخوه حويصة وعبد الرحمن بن سهل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب عبد الرحمن ليتكلم لمكانه من أخيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كبر كبر " ، فتكلم حويصة ومحيصة ، فذكرا شأن عبد الله بن سهل ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تحلفون خمسين يمينا ، وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم " ، قالوا : يا رسول الله ، لم نشهد ولم نحضر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفتبرئكم يهود بخمسين يمينا ؟ " قالوا : يا رسول الله ، كيف نقبل أيمان قوم كفار ؟ قال مالك : قال يحيى بن سعيد : فزعم بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وداه من عنده أن .
[ ص: 523 ] هكذا روى مالك هذا الحديث عن بشير ولم يتجاوزه إلى غيره ، وقد رواه غيره فتجاوز به إلى سهل بن أبي حثمة .
4588 - كما حدثنا ، حدثنا يونس ، عن سفيان ، سمع يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار سهل بن أبي حثمة قال : عبد الله بن سهل قتيلا في قليب من قلب خيبر ، فجاء أخوه عبد الرحمن بن سهل وعماه محيصة وحويصة ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب عبد الرحمن ليتكلم ، فقال النبي [ ص: 524 ] عليه السلام : الكبر الكبر " ، فتكلم أحد عميه ، إما حويصة وإما محيصة ، فكلم الكبير منهما ، قال : يا رسول الله ، إنا وجدنا عبد الله بن سهل قتيلا في قليب من قلب خيبر ، وذكر عداوة يهود لهم ، قال : " أفتبرئكم يهود بخمسين يمينا : إنهم لم يقتلوه ؟ " قالوا : كيف نرضى بأيمانهم وهم مشركون ؟ قال : " فيقسم منكم خمسون : إنهم قتلوه " قالوا : كيف نقسم على ما لم نر ؟ فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده وجد .
ففي هذا الحديث تبرئة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود في الأيمان ، وهذا خلاف ما في حديث مالك ، غير أن أكثر الناس رووه على موافقة مالك فيه . فممن رواه كذلك . بشر بن المفضل
4589 - كما حدثنا أحمد بن داود قال : حدثنا قال : حدثنا مسدد ، عن بشر بن المفضل ، عن يحيى بن سعيد ، [ ص: 525 ] عن بشير بن يسار سهل بن أبي حثمة قال : عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر ، وهي يومئذ صلح ، فتفرقا في حوائجهما ، فأتى محيصة على عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه ، فدفنه ، ثم قدم المدينة ، فانطلق عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ، ثم ذكر بقية حديث مالك .
فقال قائلون : هكذا القسامة على ما [ في ] حديث مالك وبشر بن المفضل ، يبدأ فيها أولياء الدم .
وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : بل يبدأ فيها بالموجود ذلك القتيل بين ظهرانيهم على ما في حديث ، وفي حديث ابن عيينة أبي سلمة وسليمان عن رجال من الأنصار الذي ذكرنا في الباب الذي قبل هذا الباب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهود بدأ بهم : " يحلف منكم خمسون " ، فهذا مخالف لحديث بشير ، وهو أولى منه لجلالة قدر رواة هذا الحديث على رواة حديث يحيى بن سعيد ، مع أنا قد وجدنا حديث بشير قد روي عنه بخلاف ما رواه عنه يحيى بن سعيد .
[ ص: 526 ]
4590 - كما قد حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أبو نعيم سعيد بن عبيد الطائي ، عن أن رجلا من بشير بن يسار الأنصار يقال له : سهل بن أبي حثمة ، أخبره خيبر ، فتفرقوا فيها ، فوجدوا أحدهم قتيلا ، فقالوا للذين وجدوه عندهم : قتلتم صاحبنا ؟ قالوا : والله ما قتلنا ولا علمنا له قاتلا ، فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا نبي الله ، انطلقنا إلى خيبر ، فوجدنا أحدنا قتيلا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأكبر الأكبر ، فقال لهم : " تأتون بالبينة على من قتل " ، قالوا : ما لنا بينة . قال : " فيحلفون لكم " ، قالوا : لا نرضى بأيمان اليهود ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطل دمه ، فوداه بمائة من إبل الصدقة أن نفرا من قومه انطلقوا إلى .
قال : ففي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما جعل الأيمان في هذا المعنى على اليهود الموجود ذلك القتيل فيهم ، لا على أولياء ذلك القتيل ، وقد شد ذلك حديث أبو جعفر أبي سلمة وسليمان على ما رويناه من قضاء عمر على الحارث بن الأزمع وقومه ، وهذا عندنا مما لا يسع خلافه .