[ ص: 344 ] 985 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : إذا سمعتم عني حديثا تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم ، فترون أنه منكم قريب ، فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم عني بحديث تنكره قلوبكم ، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكر ، فأنا أبعدكم منه .
6067 - حدثنا ، حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا أبو عامر العقدي ، عن سليمان بن بلال ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري .
عن ، أبي حميد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وأبي أسيد إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكم قريب ، فأنا أولاكم به ، وإذا سمعتم بحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكر ، فأنا أبعدكم منه .
[ ص: 345 ] هكذا روى ربيعة هذا الحديث عن عبد الملك بن سعيد .
وقد رواه ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج عبد الملك بن سعيد هذا ، فخالفه في إسناده ومتنه .
كما حدثنا ، حدثنا علي بن عبد الرحمن ، حدثنا عبد الله بن صالح ، عن بكر بن مضر ، عن عمرو بن الحارث : [ ص: 346 ] أن بكير بن عبد الله بن الأشج عبد الملك بن سعيد ، حدثه عن . عباس بن سهل
كان في مجلس ، فجعلوا يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرخص والمشدد ، أبي بن كعب وأبي بن كعب ساكت ، فلم يكن غير أن قال : أي هؤلاء ، ما حديث بلغكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفه القلوب ويلين له الجلد وترجون عنده ، فصدقوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الخير أن .
قال : فتأملنا هذا الحديث فوجدنا الله عز وجل قال في كتابه : أبو جعفر إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا . وقال عز وجل : الله نـزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله . وقال عز وجل فيما ذكر عن أصحاب النجاشي : وإذا سمعوا ما أنـزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا ، فأخبر الله عز وجل عن أهل الإيمان من هذه الأحوال عند السماع بما أنزل على نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وكان ما يحدثون به عنده مما يكون في الحقيقة كما يحدثون به عنه من جنس ذلك ; لأن ذلك كله من عند الله عز وجل قامت عليه الحجة عندهم بصدق ما يحدثهم به عنه ، فوجب عليهم بذلك الوقوف على ما حدثهم به من ذلك قبول قوله ، والمخالفة بينه وبين ما سواه مما تقدم ذكرنا له قبله .