[ ص: 443 ] 354 - باب بيان مشكل ما روي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابه من قال له لما قال في الأذان ما قال : تركتنا ونحن نتقاتل على الأذان ما أجابه به عنه
2199 - حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، عن أبو حمزة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هريرة
الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن ، فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين ، فقالوا : يا رسول الله تركتنا ونحن نتنافس على الأذان ، قال : كلا ، إن بعدكم زمانا يكون مؤذنوكم فيه سفلكم . قال : فكان هذا عندنا والله أعلم على أن الأذان منزلة [ ص: 444 ] شريفة قد كانت تجب على الأشراف أن يكونوا أهلها فأخبر صلى الله عليه وسلم بما أخبر به بمعنى أنهم يتركونها حتى يقوم بها من هو أسفل منهم فيعود شريفا وتعلو مرتبته مراتبهم . أبو جعفر
كمثل ما قد روي عن رضي الله عنه . عمر بن الخطاب
مما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان ، عن إسماعيل شبيل بن عوف ، قال :
قال : عمر ، وما قد روي فيما يدخل في هذا الباب . من مؤذنوكم اليوم ؟ قالوا : موالينا وعبيدنا ، قال : إن ذلك بكم لنقص كثير
وهو ما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عامر ، عن سفيان ، عن بيان البجلي ، قال : قال قيس بن أبي حازم : عمر ، وهذا كمثل ما في حديث لو أطقت الأذان مع الخليفى لأذنت من قوله : تقربوا يا أبي هريرة بني [ ص: 445 ] فروخ فإن العرب قد أعرضت أي عن العلم ، وسنذكر ذلك فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله ، ومثل ذلك ما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل القرآن من رفعة الله عز وجل إياهم به ، ومن ضعته سواهم بتركه .
كما قد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان أبو داود قالا : حدثنا وأبو عامر ، عن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثني الزهري أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي
رضي الله عنه استعمل عمر بن الخطاب نافع بن عبد الحارث على مكة فتلقاه بعسفان فقال : من استخلفت على الوادي ؟ فقال استخلفت عليهم ابن أبزى ، قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى لنا ، قال : استخلفت عليهم مولى ؟ قال : يا أمير المؤمنين إنه قارئ لكتاب الله ، عالم بفرائض الله قاض ، فقال عمر : إن الله عز وجل يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين . أن
، وكما حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي إسحاق بن يحيى الكلبي ، قال : حدثنا ، قال : حدثني [ ص: 446 ] الزهري عامر بن واثلة نافع بن عبد الحارث تلقى رضي الله عنه عمر بعسفان ثم ذكر هذا الحديث . أن
ومثل ذلك ما قد روي عن عمر رضي الله عنه مما لم يقله إلا توقيفا .
وكما حدثنا ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : أبي الطفيل نافع بن عبد الحارث ابن أبزى على مكة وكان من الموالي ، فقال له : من استخلفت على عمر مكة ؟ فقال : استخلفت ابن أبزى ، قال : تستخلف رجلا من الموالي ؟ قال : ما تركت أحدا أعلم بكتاب الله عز وجل منه ، قال : لئن قلت ذاك إن الله عز وجل ليرفع بالقرآن رجالا ويضع به رجالا ، وإني لأرجو أن يكون ممن رفع بالقرآن استخلف
قال : فكان الله عز وجل - يرفع بالقرآن من لم يكن رفيعا قبل ذلك ، فكذلك يحتمل أن يكون يرفع بالأذان من لم يكن رفيعا قبل ذلك ، وليس معنى قوله صلى الله عليه وسلم : إنه سيأتي زمان يكون مؤذنوكم فيه سفلكم ، على معنى أنهم سفل في أنسابهم ولا سفل فيما سوى ذلك من أمورهم ، ولكنهم سفل عمن هو أعلى منهم في النسب ممن قد [ ص: 447 ] كان يجب أن يسبقهم إلى ما صاروا من أهله ، وأن يكون هو ولي ما خلاه لهم ، فإذا خلاه لهم انخفض بذلك وارتفعوا عليه بتوليتهم إياه وإن صاروا أهله دونه ، والله نسأله التوفيق . أبو جعفر